عقد خصوم الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني، بقيادة منسق القيادة الموحدة، عبد الرحمان بلعياط، اجتماعا تقييميا بالعاصمة، تم بموجه الاتفاق على آليات التحرك التي سينتهجها هؤلاء للوقوف في وجه عمار سعداني، وخلص الاجتماع بحسب مصادر ”الفجر” إلى الدعوة للعمل مع القواعد النضالية من أجل إضعاف مخطط القيادة الحالية للجبهة، خاصة ما تعلق بالمؤتمر القادم للحزب المرتقب تنظيمه في الثلاثي الأول من سنة 2015. وأشارت مصادر ”الفجر”، إلى أن التحرك المنتظر يأتي بتنسيق مباشر مع الأمين العام السابق للأفالان عبد العزيز بلخادم، الذي فقد كل الأوراق في العودة إلى أمانة الحزب العتيد قبل المؤتمر القادم للجبهة، وهو الأمر الذي دفع به إلى الذهاب مباشرة نحو القواعد النضالية والدفع بها لمقاطعة ما يأتي من قبل القيادة الحالية التي تعمل وفق تصريحات سابقة له، ضد إرادة المناضلين الحقيقيين للأفالان. واعتبر القيادي في الجبهة، عبد الرحمان بلعياط، أن مساعي الإطاحة بالقيادة الحالية التي وصفها ب”غير الشرعية”، لازالت قائمة، معبرا عن أسفه للوضع الذي آلت إليه جبهة التحرير الوطني، وهي المسألة التي أفقدت الحزب مكانته في الساحة السياسية وأضعفت دوره الريادي. على صعيد آخر، طالب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي، بتحضير قائمة حلفاء الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم، المتواجدين عبر محافظات وقسمات الحزب التي ستشهد خلال الأسابيع القادمة، أي بعد رمضان، عمليات تجديد لهياكلها، وانتخاب قيادات جديدة، حيث تسمح العملية بترتيب حضور مندوبين للمؤتمر العاشر للحزب الذي يعتزم سعداني التفرغ لتنظيمه ليكون على مقاس حلفاءه. وأوضحت مصادر من داخل الحزب العتيد أن اللجنة التي كلفت بالتحضير للمؤتمر العاشر للحزب، قد تلقت تعليمات صارمة من قبل الأمين العام للأفالان عمار سعداني، بخصوص هوية الأشخاص الذين ستتاح لهم الفرصة من أجل المشاركة في أشغال المؤتمر العاشر الذي سينظم مطلع السنة المقبلة، ولن يتوقف الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني عند أعضاء اللجنة المركزية فقط في محاربته لحلفاء خصمه عبد العزيز بلخادم، الطامح بالعودة لأمانة الحزب العتيد قبل تنظيم أشغال المؤتمر المقبل، بل يحاول اليوم، في محاسبة كل المحافظين وأمناء القسمات والمنتخبين في مختلف المجالس الوطنية المحسوبين على جناح المعارضة التي يتخبط فيها منذ المجيء به لأمانة الحزب العتيد في دورة 29 أوت 2013 التي جرت بالأوراسي. وقد دفع هذا الحراك الذي يقوم به جناح القيادة الحالية للجبهة، بخصومهم إلى البحث عن آليات جديدة للإطاحة بالأمين العام، وخوض معركة جديدة ضده طالما أن إقصائهم من المشاركة في المؤتمر المقبل وانتزاع صفة ”عضو في اللجنة المركزية” أصبح أكثر من وارد، بعد أن ضمت اللجنة المكلفة بالتحضير للمؤتمر شخصيات محسوبة على جناح خصوم هؤلاء، واتهم عبد الرحمان بلعياط، منسق الهيئة الموحدة التي تضم قيادات من اللجنة المركزية للحزب العتيد من خصوم الأمين العام الحالي للأفالان، هذا الأخير، لكونه يسعى لفرض شخصيات من خارج الحزب في المؤتمر المقبل، وهي نفسها التي ستحظى بحق المشاركة في المؤتمر أيضا، ما يعتبر خرقا واضحا للقانون الأساسي للحزب ولنظامه الداخلي، ودعا المنسق السابق للأفالان، الرئيس الشرفي للحزب ممثلا في رئيس الجمهورية، بضرورة التدخل اليوم من أجل حلّ الأزمة التي يتخبط فيها الأفالان منذ الإطاحة بأمينه العام السابق عبد العزيز بلخادم.