أكد الأطباء المختصون على هامش المؤتمر المغاربي للقابلات، على ضرورة الفحص الطبي المسبق للمرأة قبل حدوث الحمل، حيث أشاروا إلى حالات صادفت فيها القابلات تعقيدات خطيرة أثناء عملية التوليد بسبب أن المرأة تعاني من أمراض مزمنة لم يكشف لها عنها، وليس بسبب سوء خدمة القابلات. وقد جاء المؤتمر بتنظيم من الجمعية الوطنية للتنظيم العائلي، والذي كان بمشاركة أخصائيين من دول الجوار، كالتجربة التونسية التي أفرزت وجود 2500 قابلة ل 11 مليون حالة. في حين غابت الأرقام الرسمية فيما يخص المنظومة الصحية الجزائرية في كثير من المستويات، إلا أن المناطق عبر الوطن تعيش تفاوتا من ناحية الرعاية للمرأة المقبلة على الانجاب سواء بين الشمال والجنوب وكذا بين المتابعة الصحية عند القطاع العمومي والقطاع الخاص. و صرحت البروفسور حورية زقان رئيسة مصلحة قسم التوليد وطب النساء بالنيابة بمستشفى نفيسة حمود (بارني سابقا)، أن قرار العملية القيصرية هو عبارة عن قيمة مضافة لمهنة القابلة، وهناك ثلاثة أنواع من العمليات القيصرية، وهي العملية القيصرية المبرمجة، العملية القيصرية الطارئة، والعملية القيصرية المخادعة، أما الأولى فهي التي تكون بدءا من الانجاب الثاني، والثانية لم يهيأ لها قبلا، أما النوع الثالث فليست مناسبة كون الطبيب المختص لم يقررها. على هذا الأساس فقد أكد الأطباء المختصون عبر مداخلاتهم على ضرورة الفحص الطبي الشامل والمختص قبل حدوث الحمل، لما له من آثار إيجابية على المتابعة الطبية بدءا من حدوثه إلى غاية زمن الولادة. وقد نوه الدكتور فتحي بن أشنهو المختص في الطب العام أن الطبيب العام والقابلات في المصاف الأول لرعاية المرأة الحامل وأن الشهرين الثامن والتاسع يجب أن تكون المتابعة الطبية من طرف فريق مختص في التوليد، علما أن مشكل القابلات يعتبر مشكل المنظومة الصحية والذي يبدأ على مستوى المستشفيات الجامعية. وقد بلغ عدد الجزائريين السنة الفارطة ما يقدر ب 38 مليون و700 ألف، وتكون الزيادة الطبيعية بنسبة 2.16 بالمائة، لتحتل الجزائر المرتبة 81 في معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة، في حين بلغت المرتبة 97 عالميا في معدل وفاة الأمهات سنة 2010. ليؤكد الدكتور صحري المختص بمستشفى مصطفى باشا أنهم عاينوا حالات تعرضت المرأة فيها لأخطار بسبب إصابتها بنوع من الأمراض السرطانية وليس بسبب سوء عملية التوليد. في حين أن الأخصائيين اجمعوا على الجزائر لديها حظ كون القابلات لديهن دور اجتماعي إلى جانب الدور الطبي لهن.