من الواضح أن أزمة النفط العالمية وتراجع أسعاره قد أحدثت حالة استنفار على مستوى شركات المحروقات العالمية التي تعمل جاهدة لتعويض نقص المردودية وتقلص أسواق البترول، لرفع حصصها من أسواق الغاز، وهو ما يتجسد من خلال اللقاء الذي جمع وزير الطاقة، يوسف يوسفي، بالمدير العام لشركة النفط الفرنسية توتال، لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة تغيرات سوق النفط العالمية. وحسب البيان الصادر عن وزارة الطاقة، فقد استقبل وزير الطاقة، يوسف يوسفي، أمس الأول، بمقر وزارته المدير العام لشركة النفط الفرنسية ”توتال” باتريك بويان. وأوضح البيان أن المحادثات بين الطرفين تمحورت حول واقع العلاقات بين شركتي سوناطراك و”توتال” في مجال الإنتاج القبلي للنفط والغاز والبتروكيمياء. وخلص البيان إلى أن يوسفي وبويان أبديا إرادتهما في تطوير هذه العلاقات وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى. من جهة أخرى، بلغ النفط أعلى مستوى له في عام 2015 قرب 67 دولارا للبرميل، أمس الاثنين، مدعوما بتوقعات انحسار تخمة المعروض الحالية وبعد أن عززت بيانات ضعيفة للقطاع الصناعي الصيني وجهة النظر بتنفيذ إجراءات تحفيز جديدة. وحسب ما نقلته وكالة رويترز فقد ارتفع سعر خام برنت صوب 67 دولارا للبرميل، يوم الاثنين، معوضا خسائره المبكرة، بعد أن عززت بيانات صينية ضعيفة التوقعات لاتخاذ إجراءات تحفيز في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأظهر مسح خاص نشرت نتائجه، يوم الاثنين، أن الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم سجلت أكبر هبوط في نشاط المصانع خلال عام إلى 48.9 في أفريل. ويشير هذا المستوى الذي يقل عن 50 نقطة إلى انكماش بالمقارنة مع الشهر السابق. وجاءت هذه البيانات في أعقاب توقع معهد بحثي حكومي كبير تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني بشكل أكبر إلى 6.8 بالمئة في الربع الثاني. وأظهر مسح لرويترز أن إمدادات النفط من أوبك التي تنتج نحو 40 بالمائة من إمدادات النفط زادت 0.2 بالمائة إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين لتصل إلى 31.04 مليون برميل يوميا في أفريل. وارتفع مزيج برنت في العقود الآجلة 11 سنتا إلى 66.57 دولار للبرميل بعد وصوله إلى أعلى مستوى له في 2015 وهو 66.93 دولار في 30 أفريل. وزاد الخام الأمريكي ثمانية سنتات إلى 59.23 دولار للبرميل. وسجل خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى له هذا العام في أول ماي عندما وصل إلى 59.90 دولارا. وارتفع برنت أكثر من 40 بالمائة من أدنى مستوياته في أكثر من ست سنوات 45.19 دولار للبرميل في جانفي بدعم من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وانخفاض عدد منصات الحفر بالولايات المتحدة وتراجع الدولار. وسجل برنت والخام الأمريكي في أفريل أكبر مكاسبهما الشهرية في نحو ست سنوات.