أرجات محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، أمس، النظر في ملف كفيف ينسب إليه تفجير نواة الجماعة الإسلامية المسلحة ”الجيا” التي كانت تنشط بالعاصمة وضواحيها حتى بداية الألفية الحالية، بمده معلومات هامة لفرع مكافحة الإرهاب بمصالح الأمن حول مكان اختباء عناصر ”سرية الساحل” أهم فصيل ل”الجيا” بمنطقة السحاولة وبحوزتهم أسلحة حربية. واضطرت جنايات قضاء الجزائر إلى تأجيل النظر في الملف للدورة الجنائية القادمة لغياب دفاع أحد المتهمين الستة في قضية الحال، الذين سبقت إدانتهم بأحكام متفاوتة وطعنوا فيها لدى المحكمة العليا وقبلت طلباتهم، بينهم ”ق. حسين” الملقب ”مصعب الكفيف” المتهم الرئيسي، الموجهة إليهم تهم جناية إنشاء جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب وخلق جو انعدام الأمن ووضع متفجرات في أماكن عمومية وأسواق أدت إلى مقتل أشخاص والقتل العمدي، التزوير والخطف والاغتصاب، في وقت استفاد 11 فردا آخرون كانوا متابعين في هذا الملف من العفو في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتم إطلاق سراحهم، ولم يطعن سبعة آخرون في الأحكام الصادرة ضدهم سابقا. وكان ”ق. حسين”، المتهم الرئيسي، ينشط برفقة المتابعين معه في الملف تحت إمرة رشيد أوكالي المكنى ”الرشيد أبو تراب”، خليفة عنتر زوابري الأمير الوطني السابق للجماعة الإسلامية المسلحة. وينسب ل”ق. حسين” أنه كان عنصر دعم فعال في هذه المجموعة من خلال مد عناصرها بالمؤونة والترصد لأفراد مصالح الأمن واغتيالهم، إضافة إلى نقل الإرهابيين إلى أماكن تنفيذ الاعتداءات بالتفجيرات والسلاح الناري، بينها استهداف مدنيين ورجال أمن بمناطق بوسماعيل، زرالدة، دالي إبراهيم، واغتيال موظفين بمؤسسة ”جازي” بالعاشور، وتفجير قنابل بأسواق الأربعاء والكاليتوس. وأصيب ”ق. حسين”، حسب مصادر مطلعة على الملف، بالعمى لما انفجرت عليه قنبلة سنة 1997 بحي براقي بالعاصمة كان بصدد نقلها إلى سكة الحديد بجسر قسنطينة لتفجيرها هناك برفقة إرهابيين آخرين. وبالرغم من ذلك واصل ذات المتهم النشاط بالمجموعة الإرهابية التي تكفلت بإجراء عملية جراحية له بإحدى العيادات الخاصة، بحي سعيد حمدين بالعاصمة، كانت غير ناجحة، وساءت علاقته برفاقه بعدما شعر أن قيادة التنظيم الإرهابي تحاول التخلص منه بدفعه لتفجير نفسه بمكان عمومي بالعاصمة، حيث التقى بشخص بالبليدة في 2002 وأطلعه أن ”أبو تراب”، الأمير الوطني ل”الجيا” يريد منه تفجير نفسه أو مغادرة العاصمة والعودة إلى الجبل، فطلب ”ق. حسين” مهلة للتفكير وهي بمثابة حيلة وذريعة لتسليم نفسه لمصالح الأمن بجسر قسنطينة وإطلاعهم على مكان تواجد أفراد الجماعة التي كان ينشط بها.