كشف عبد العزيز بارة، الأمين العام لجمعية 8 ماي 45 بولاية ڤالمة، أن الجمعية ومنذ تأسيسها سنة 1995، وهي تطالب بضرورة تسجيل شهداء المجازر الدامية في سجلات الحالة المدنية عبر مختلف البلديات التي ولدوا فيها، مضيفا أن العشرات من المراسلات تم توجيهها إلى رئاسة الجمهورية ووزارات العدل والمجاهدين والداخلية، من أجل الاسراع في تسجيل استشهاد ضحايا مأساة الثامن ماي 45 في سجلات الحالة المدنية، إلاٌ بعض أولئك الذين أستخرجت لهم عائلاتهم شهادات الوفاة بأحكام قضائية. واستغرب المتحدث صمت السلطات تجاه هذه الاشكالية التي ظلٌت عالقة على مدار 68 سنة كاملة من تلك المجازر، وبعد 50 سنة كاملة من الاستقلال، عبد العزيز بارة وفي تصريحه ل "الشروق" على هامش أشغال الملتقى الدولي الحادي عشر حول مجازر 8 ماي 45، والذي تحتضنه جامعة ڤالمة على مدار يومين كاملين، رفض تسمية ما عاشته العديد من ولايات الوطن وخاصة منها سطيف، ڤالمة وخراطة في شهر ماي من سنة 1945 بالأحداث، بل أنها من كبرى الجرائم الاستعمارية الفرنسية في حق الأبرياء من الجزائريين الذين خرجوا في مسيرات سلمية، فوجدوا العساكر الفرنسيين في انتظارهم بمختلف الأسلحة الفتاكة، التي استعملوها في الابادة الجماعية للمتظاهرين، بطرق وحشية لا يمكن لأي شخص وصفها بدقٌة بالنظر لبشاعتها وفضاعتها باعتراف المؤرخين الفرنسيين أنفسهم. والذين أقروا في السنوات الأخيرة بوحشية فرنسا الاستعمارية في تلك الحقبة من التاريخ، وإقدامها على التنكيل وحرق جثث المتظاهرين الذين سقطوا في ميدان الشرف في أفران الجير بهليوبوليس وغيرها من المناطق التي لازالت شاهدة على الأعمال الوحشية لفرنسا الاستعمارية، حيث خلٌفت ما لا يقل عن 45000 شهيد في مجازر الثامن ماي، لازالوا مقيدين كأحياء في سجلات الحالة المدنية.
اكتفى بالتدشينات وحضور الملتقيات وزير المجاهدين يتحاشى إدانة الاستعمار في ذكرى مجازر 8 ماي في غياب أي إدانة صريحة ضد فرنسا الاستعمارية عن المجازر المرتكبة ضد الجزائريين، أشرف وزير المجاهدين، محمد شريف عباس أمس، بولاية مستغانم على الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال68 لأحداث مجازر 8 ماي 1945 . ووقف الوزير على عدة محطات خلال يومي السابع والثامن ماي، بداية بإشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول الحرب النفسية أثناء الثورة التحريرية، من تنظيم المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية بالتعاون مع جامعة عبد الحميد بن باديس. كما دشن وزير المجاهدين النصب التذكاري المخلد لأرواح شهداء محرقة (غار الفراشح) بدشرة أولاد أرياح في أقصى الجهة الشرقية على بعد 90 كلم عن عاصمة الولاية. وسلطت الجدارية الضخمة التي أنجزها فنانون التشكيليون الضوء على واحدة من أهم المجازر الاستعمارية التي ارتكبها جنود الاحتلال في 17 جوان 1845 ضد الأبرياء العزل، والتي صنفها المؤرخون في خانة مجازر النازية، على خلفية عملية الابادة الجماعية التي تعرض لها سكان قبيلة أولاد أرياح.