وصف السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، مطالبة المعارضة بتنظيم انتخابات مسبقة، وبإزاحة بوتفليقة من الحكم لن يقود الجزائر نحو التغيير، مستدلا بتعاقب الرؤساء على الحكم دون أن يحدث تغيير في الجزائر، وقال إن الأفافاس سيستغرق الوقت الكامل من أجل إشراك جميع أطياف الطبقة السياسية وتمثيليات المجتمع المدني للمشاركة في ندوة الإجماع الوطني. وانتقد نبو، من خراطة التي حل بها في إطار إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945، مطالبة الطبقة السياسية بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة وهيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات، مثلما ورد في عرض تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، قائلا ”كأن المشكل يكمن في شخص محدد؟!”، يقصد بوتفليقة. وواصل بأن عدة رؤساء تعاقبوا على سدة الحكم في الجزائر ولكن لم يتمكن أحد منهم من إخراج الجزائر من وضع الدولة الفاشلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، على حد تعبيره، وهذا دليل على أن تغيير الرئيس ليس هو أساس المشكل. وأكد أن الحزب متمسك بالندوة رغم الصعاب التي تواجهه، لأنها الحل الوحيد والبديل الحقيقي وقال ”إن الأمر يتطلب وقتا وسنأخذ الوقت اللازم لذلك، وقد حاولنا إقناع الطبقة السياسية والمجتمع المدني بحتمية هذا المسعى، وهناك من اقتنع، ومن تردد، ومن وضع خطوطا حمراء، ومن رفض مطلقا”، لكن ذلك لن يثني الحزب في المضي بمشروعه يقول الأفافاس. واعتبر أن الحزب منذ البداية مقتنع بصعوبة مسعى التغيير وهو يبذل الجهود لإقناع المترددين مشيرا إلى أنه سيقوم برفع الخطوط الحمراء، لأن المسألة لا تتعلق بالحزب ومستقبله، بل تتعلق بالجزائر ومستقبلها ووجودها حسب محمد نبو. وأضاف أن الجزائر ليست بعيدة عما يجري في اليمن وسوريا وليبيا ومالي، لأن الخيرات التي تكتنزها الجزائر تسيل لعاب الغرب. وأضاف أن أمام كل هذه التهديدات نجد ”نظام متعنت يجهل أو يتجاهل كل هذه المخاطر، نظام شغله الشاغل حماية مصالحه، ووضع الخطوط الحمراء، ولو أدى الأمر إلى الدخول في مستنقع الفوضى الخلاقة الذي خلقته الإمبريالية الجديدة”، في إشارة منه إلى الشروط الكثيرة التي قوبلت بها ندوة الاجماع سواء من المعارضة، أو من السلطة، خاصة الأفالان الذي اشترط المشاركة في الندوة دون التطرق للمؤسسات جميعها لأنها خطوط حمراء لا يجب تخطيها. وقال محمد نبو إن الافافاس لا يزال يتمسك بمنح صفة الشهداء لضحايا 8 ماي 1945، وأيضا هؤلاء الذين سقطوا سنة 1963، الذي قال إنهم لا يختلف وضعهم عن وضع الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة التي اندلعت منذ سنة 1954 إلى غاية الاستقلال. كما انتقد المتحدث من خراطة تردد باريس في الاعتراف الرسمي بالجرائم التي ارتكبتها خلال الثورة، لأنها فظيعة وثقيلة، واعتبر مجازر 8 ماي 1945 أكبر المجازر التي شهدتها الجزائر. وأضاف محمد نبو ”أليس بوزيد سعال شهيدا؟ أليس 45 ألف ممن سقطوا في هذه الأحداث شهداء؟ التاريخ يشهد ويؤكد أن هذه الأحداث هي التي قطعت الشك باليقين ورسخت الإيمان بأن حرية الشعب الجزائري لن تتحقق إلا بالاستقلال التام، وهي التي مهدت لثورة نوفمبر المظفرة التي كللت باستقلال البلاد”. واعتبر محمد نبو أن الأحداث الأليمة ل8 ماي 45 ما هي إلا كاشف حقيقي عن وجه الأنظمة الاستعمارية، التي هجرت وشردت الجزائريين خلال 132 سنة كاملة. وخلص للقول إن الاستعمار يغير أقنعته ولكن لا يغير طبيعته، ومن تلك الأقنعة التي يرتديها اليوم، التدخل الإنساني، حماية الأقليات، حماية حقوق الإنسان، التدخل لفرض الديمقراطية، عبر وسائل التدخل المباشر، لتمويل جماعات لتحقيق هدف النهب.