وجهت جبهة القوى الاشتراكية انتقادات لاذعة إلى كل من أحزاب الموالاة والمعارضة. وفيما يبدو أن "حزب الدا حسين" وجد نفسه في مفترق الطرق لا يريد أن يعترف بفشل مبادرته "الإجماع الوطني" ويبرر فشلها في نفس الوقت عبر انتقاد "الشروط المسبقة" لصف الموالاة والتفاف صف المعارضة على مطالب يراها الأففاس "غير معقولة". واعتبر الأمين الأول للأففاس محمد نبو أمس خلال كلمته بمناسبة إحياء الذكرى السبعين لمجازر 08 ماي 1945، أن أحزاب الموالاة "تتجاهل كل المخاطر المحدقة بالبلاد وتضع خطوطا حمراء ولو أدى الأمر إلى الدخول في مستنقع الفوضى الذي خلقته الامبريالية الجديدة"، في إشارة إلى مواقف حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي إزاء مبادرة الإجماع الوطني ولم تسلم المعارضة هي الأخرى من رماح الأففاس، حيث أكد محمد نبو في إشارة إلى مواقف تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي أن "جزءا من الطبقة السياسية همها الوحيد هو الانتخابات الرئاسية المسبقة وهيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات" ويعتقد الرجل الأول في الأففاس أن المعارضة بذلك تتجه "لشخصنة" الوضع السياسي و«كأن المشكل يكمن في شخص محدد" قبل أن يوضح نبو قائلا "لقد تعاقب رؤساء على سدة الحكم في الجزائر ولكن لم يتمكن أحد منهم من إخراج الجزائر من وضع الدولة الفاشلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا" فالأزمة -حسبه- "أزمة نظام وليست أزمة شخص، والمرض مرض نظام وليس مرض شخص". ورفض الأففاس الجزم بفشل مسعاه نحو الإجماع الوطني، معتبرا أن الأمر يحتاج مزيدا من الوقت. وقال نبو في هذا الصدد "قلنا منذ البداية إن الأمر يتطلب وقتا وسنأخذ الوقت اللازم لذلك". وقيم نبو المسار الذي اتخذته المبادرة قبل أشهر بقوله "وقد حاولنا إقناع الطبقة السياسية والمجتمع المدني بحتمية هذا المسعى، وهناك من اقتنع، ومن تردد، ومن وضع خطوطا حمراء، ومن رفض مطلقا"، غير أن هذه الحصيلة لن تمنع الأففاس من مواصلة جهوده نحو المبادرة التي تبناها "سنواصل جهودنا لإقناع المترددين والرافضين ولرفع الخطوط الحمراء، لأن المسألة لا تتعلق بالحزب ومستقبله، بل تتعلق بالجزائر ومستقبلها ووجودها" في إشارة إلى أن الأففاس سيخوض جولة أخرى من المشاورات مع أحزاب الموالاة والمعارضة.