أطلقت جبهة القوى الاشتراكية انتقادات في كل الاتجاهات ضد السلطة والرئيس بوتفليقة والمعارضة ،واعتبرت أن الأزمة في النظام وليس في شخص الرئيس وأن هذا "النظام" مريض وغير مستعد للتغيير،شغله "خدمة مصالحه" وليس مصلحة البلاد. هاجم السكرتير الأول للأفافاس السلطة في كلمته خلال تجمع شعبي بخراطة أمس بمناسبة إحياء ذكرى مجازر 8 ماي،وقال أنها "غير مدركة عن جهل أو بتجاهل للتهديدات الداخلية والخارجية المحيطة بالبلاد داخليا وخارجيا"وأن "شغلها الشاغل حماية مصالحها و وضع الخطوط الحمراء" حتى لو استلزم الأمر "إدخال البلاد في الفوضى"وجدد أن الأزمة في "النظام" ككل وليس في شخص رئيس الجمهورية. ووجه نبو انتقادات للمعارضة المتكتلة في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، وقال أن همها "انتخابات رئاسية مسبقة وهيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات وكأن المشكل يكمن في شخص محدد (الرئيس) واعتبر أن المرض أصاب" النظام"، وليس شخصا واحدا،بقوله أن جميع الرؤساء المتعاقبين على سدّة الحكم في الجزائر "لم يتمكن أحد منهم من إخراج الجزائر من وضع الدولة الفاشلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا". في السياق ذاته جدد الأفافاس تمسكه بمسعى الإجماع الوطني "لحماية استقرار ووحدة ووجود البلاد وتأسيس دولة القانون والحريات"وقال نبو" سنواصل جهودنا لإقناع المترددين والرافضين ولرفع الخطوط الحمراء، لأن المسألة لا تتعلق بالحزب بل تتعلق بمستقبل البلاد ووجودها". كما وقال نبو في مداخلته حول إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945 أن هذا الاحتفال يحمل دلالة كبيرة "خاصة في هذه المدينة (خراطة) المجاهدة التي تعتبر رمزا تاريخيا لهذه الأحداث إلى جانب سطيف وقالمة"، هذا بعدما فتح السكرتير الأول للأفافاس النار على السلطة "لعدم الاعتراف بشهداء تلك المجازر الفضيعة بعد 53 سنة من الاستقلال"، واستذكر أنه تم رفض اقتراح قانون تقدم به الأفافاس في البرلمان يضع شهداء 8 ماي 45 في نفس مرتبة شهداء الثورة وشهداء الأفافاس 62"، وقال أن التاريخ "يشهد أن هذه الأحداث مهدت للثورة التحررية التي كللت بالاستقلال..فكيف لا يسمى 45 ألف ممن سقطوا في تلك المجازر شهداء؟"، وتساءل نبو كيف لفرنسا أن تطلب من تركيا أن تعترف بإبادة الأرمن خلال الحرب العالمية الثانية، دون أن تعترف بجرائمها ضد الإنسانية في الجزائر؟ ونبه أن الاستعمار لا يزال قائما بأوجه جديدة وأشار للأحداث في بعض الدول العربية،وقال أن الجزائر ليست بعيدة عما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا ومالي وهي "مهددة في ثرواتها وحدتها ووجودها" غير أن السلطة "تتعنت وتتجاهل هذه المخاطر ولا يهمها سوى الحفاظ على مصالحها".