عمت، أمس، اضطرابات واسعة بمدينة تمنراست بمحطات توزيع الوقود، بعد أن تم إغلاق طريق رئيسي من قبل أصحاب المركبات بسبب ندرة المازوت، أشعل فتيلها مهربون. وقالت مصادر محلية إنه تم إغلاق مدخل الطريق الرئيسي المؤدي إلى تمنراست من قبل المستخدمين الغاضبين من التوتر الكبير في توزيع الوقود، في حين حصل بعض المهربين على مئات اللترات من الوقود على مرأى الجميع وهو الأمر الذي تسبب في حدوث غليان وسط المستخدمين. وتسبب تهريب الوقود في أزمة حادة بالوقود حتى بعاصمة النفط في الجنوب، الأمر الذي دفع بقوات الجيش الوطني إلى تحويل تركيزه من محاربة الإرهابيين إلى التصدي لعمليات التهريب التي تغذيهم بما يحتاجون إليه عبر الحدود الجنوبية. وألقى القبض منذ الشهر الماضي على أكثر من 650 شخص يشتبه في أنهم يعملون بالتهريب على الحدود مع ليبيا ومالي والنيجر، في حملة لتشديد الرقابة على منطقة الحدود الصحراوية التي تربطها بمنطقة الساحل في الجنوب. وتعيش ولاية تمنراست للأسبوع الرابع على التوالي على وقع أزمة نقص مادة الوقود، ما أدى إلى ظهور طوابير طويلة على مستوى المحطات لمختلف المركبات. لكن مدير الطاقة والمناجم علي نواصري، في تصريح أدلى به لإذاعة الجزائر من تمنراست أرجع سبب نقص الوقود إلى تعطل محطة التكرير بولاية أدرار مطمئنا المواطنين باتخاذ التدابير لجلب المواد الطاقوية من منطقة حاسي مسعود. أما وزير الطاقة، يوسف يوسفي، فقد أرجع الوضع إلى نقص قدرات التخزين الحالية لمراكز الشركة الوطنية لتوزيع وتسويق المواد البترولية ”نفطال” ما ساهم في تفاقم هذه الوضعية، مشيرا إلى أن هذه المخزونات لا تغطي سوى أسبوع واحد من احتياجات السوق الوطنية من الوقود.