حصلت ”الفجر” على البرنامج الكامل لملتقى ”الرواية... السينما من القلم إلى الشاشة” والذي يندرج في إطار الطبعة الثامنة من مهرجان وهران للفيلم العربي الذي سينطلق مطلع جوان القادم، والذي سيتناول ثلاثة محاور رئيسية هي ”أفلمة الرواية”، ”الثورة التحريرية في السينما” و”الرواية والسيناريو”، كما سيعرف الملتقى تكريم الروائي رشيد بوجدرة وإقامة صالون حول الروائية آسيا جبار. يجمع ملتقى الرواية والسينما، والذي ينتظم لأول مرة في المهرجان الذي وصل لطبعته الثامنة، العديد من الأسماء الثقيلة في الرواية العربية والجزائرية منهم واسيني الأعرج وأمين الزاوي من الجزائر وجمال الغيطاني وإبراهيم نصر الله، صنع الله إبراهيم، وحيد الطويلة، مفلح العدوان وغيرهم من الروائيين والأكاديميين الذين سيثرون الملتقى بمداخلات عديدة ترتبط بالعلاقة بين الرواية والسينما. وحسب المنظمين فإن هذا الملتقى جاء لأجل البحث عن آليات تجدد العلاقة بين الأدب الممثل في الرواية والفن السابع للوصول إلى استدراج السينما من جديد نحو الرواية. وبالعودة إلى برنامج الملتقى الذي يعرف مشاركة قوية ومداخلات يصب جلها في صلب الموضوع المطروح للنقاش، حيث ستتمحور مداخلة الروائي الجزائري واسيني الأعرج حول سجالية الثورة والسينما وعلاقتهما الجدلية والتنافرية في الآن نفسه، ويهب واسيني للقول بأن هذه الإشكالية أصبحت عقدة حقيقية تؤثر على المبادرات الفردية والجماعية لخلق سينما وطنية. وتركز الباحثة الإيطالية يولندا غواردي في مداخلتها على فيلم ”ريح الجنوب” مقاربة بين الكتابة الروائية والكتابة السينمائية. ويتطرق أمين الزاوي إلى العلاقة بين الروائي والمخرج السينمائي والسيناريست ومساحة النرجسية الموجودة بينهما، والتي يفسرها بكونها حالة فردية يطغى عليها كثير من الذاتية، كما سيعرف الملتقى مشاركة الروائي إبراهيم نصر الله الذي يرى بأن الرواية تبقى منتصرة في النهاية بنقصانها رغم كونها لا ترى ولا تسمع كما في السينما. ويعود الروائي المصري صنع الله إبراهيم في مداخلته إلى حلم الإبداع السينمائي الذي داعبه في شبابه، والعقبات التي واجهته لما كان يسعى للقيام بدراسات أكاديمية حول السينما عند صدور روايته الأولى، كما سيتطرق إلى فشل الكثير من المخرجين في تحويل رواياته إلى أعمال سينمائية، ويصل في الأخير للقول بأن خلاص الفيلم السينمائي العربي لن يتأتى إلا من خلال الكنوز الروائية في الأدب العربي. اهتمام المخرج بالقصة في الفيلم السينمائي هو ما يذهب إليه الروائي والإعلامي المصري وحيد الطويلة، حيث يطرح إشكالية المسافة بين الرواية والسينما، ويقول وحيد الطويلة أن هناك آراء كثيرة جديرة بالإنصات لها حول علاقة الغرام المسلح بين الرواية والسينما. ويؤكد الناقد السينمائي والروائي المصري محمود الغيطاني أن للصورة الفضل الأسبق على نقل الكثير من الحقائق، ولولا الصورة لما كانت الكلمة وسهولة تعلمها فيما بعد. أما الكاتب الأردني مفلح العدوان فسيتناول الانتشار الواسع والسريع للرواية كجنس أدبي كما هو الحال بالنسبة للسينما التي باتت سحر العالم الجديد، ويعود الروائي إلى العلاقة بين الرواية والسينما وكيفية الإفادة التي كانت بينهما بشكل ثنائي. وسيعرف الملتقى مشاركة أكاديميين وشعراء من الجزائر في صورة الشاعر خالد بن صالح، الشاعر حكيم ميلود، الروائي بشير مفتي، الدكتور كريم بلقاسي، الدكتور رشيد كوراد وغيرهم. للإشارة، ينطلق مهرجان وهران للفيلم العربي في الثالث من جوان القادم وسيعرف تكريم العديد من الأسماء الكبيرة، في مقدمتهم الروائية الجزائرية الراحلة آسيا جبار والفنانة المصرية فاتن حمامة والراحلة الجزائرية فتيحة بربار، بالإضافة إلى الناقد السوري قصي صالح درويش.