دعا المشاركون في اختتام الملتقى الفكري تحت شعار” التراث الثقافي والإقليم بمنطقة الونشريس”، والمنظم مؤخرا، بدار الثقافة قاسم نايت بلقاسم بتيسمسيلت إلى الاهتمام بالتراث الثقافي وتكوين مختصين في صيانة وترميم المعالم الأثرية بالونشريس. وشارك في اليومين الدراسيين ثلاثون باحثا ومختصا في آثار وتاريخ منطقة الونشريس وذلك في إطار إحياء شهر التراث، حيث تم تكريم الدكتور عز الدين بويحياوي باحث في الآثار بجامعة الجزائر، حيث أكد هذا الأخير على ضرورة الاهتمام بالتراث الثقافي وحماية الآثار والمخلفات المادية الدالة على تطور المجتمعات القديمة على مدار السنوات والقرون، ما جعل الاهتمام بالتراث الثقافي من واجبات المجتمع المعاصر من خلال جردها دراستها واستقلاب محتوياتها كونها يضيف محدثنا تمثل المصدر الفعلي لكتابة التاريخ الموضوعي لتوثيق الأحداث التاريخية. وقال بويحياوي أن الجزائر في حاجة ماسة إلى يد عاملة فنية تتقن العمارة والزخرفة وترميم الآثار والشواهد المادية، داعيا إلى الاهتمام بالحرف التقليدية كالزخرفة وصناعة الزجاج لان لها بعدا استراتيجيا يضفي لمسة جديدة في مجال الفن القديم، معتبرا أن استغلال الآثار القديمة لصناعة الفن الأصيل لن يكون فقط لتمنية السياحة في البلاد بل لترقية المجتمع لما لها البعد التربوي الجيل الجديد من خلال استغلال القيم الرفيعة التي تستنبط وتستقرأ من المادة الأثرية لإبراز تاريخ الجزائر ومدى مساهمة هذه الأخيرة في التاريخ الإنساني العالمي. ودعا طلبة الآثار الاهتمام بالتراث من خلال إضافة بحوث حديثة بمناهج ومناهل حديثة ووسائل العلمية المتوفرة اليوم، كما دعا الأساتذة إلى التوجه نحو البحث الميداني من خلال الاستكشاف والحفريات التي تعتبر المصدر الفعلي للإنتاج المعارف الجديدة التاريخية والعلمية، مثمنا ما أنجز من الدراسات البحثية بالجزائر. وعن منطقة الونشريس، أكد بويحياوي توفرها على مواقع ومعالم أثرية غير مستغلة، حيث لم تحض الولاي إلا من اكتشاف حفريتين الأولى تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ يشرف عليها المركز الوطني للبحث للدراسات ما قبل التاريخ والأنتروبولوجيا وحفرية أخرى في عهد الأمير عبد القادر يشرف عليها معهد الآثار، داعيا إلى إنشاء متحف وطني بتيسمسيلت يحتوى ذاكرة المنطقة ويوفر مادة خام للباحثين. وفي ختام الملتقى أعلن عبد القادر دحدوح، رئيس اللجنة العلمية، عن عدة توصيات كاقتراح إنشاء موقع الالكتروني يهتم بالتعريف بالتراث الونشريسي وجرد مخطوطات المحفوظة عند العائلات لتمكين الباحثين من الدراسة والبحث، مع استحداث جائزة سنوية حول الأبحاث التاريخية والأثرية والتراث الثقافي اللامادي بالونشريس. كما دعا السلطات المسؤولة عن مؤسسات التكوين المهني التنسيق مع مراكز التعليم العالي لتكوين مختصين في الحرف والصناعات التقليدية لترميم وصيانة المعالم الأثرية والتحف.