يعقد 28 باحثا من خبراء الآثار في الجزائر والعالم في الثالث عشر من الشهر الجاري اجتماعات تحضيرية للقيام بالحفريات من جهة وتحديد مسار الميترو بين ساحة الشهداء وساحة الأمير من جهة أخرى، حيث من المقرر أن تنطلق هذه الحفريات في 19 جوان الجاري لتستمر إلى غاية 19 جويلية القادم، وينتظر أن يعرف مشروع توسيع ميترو الجزائر تأخرا خاصة بعد اكتشاف الخبراء دلائل مدينة أثرية تعود إلى العهد الروماني وتحمل معالم تاريخ مدينة الجزائر العريقة. أوضح الدكتور عزوق عبد الكريم مدير معهد الآثار بجامعة الجزائر أن فريق البحث الذي تم تشكيله يضم 28 باحثا، ينحدرون من معهد الآثار والديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية ومركز الوطني للدراسات الأثرية وباحثين من المعهد الفرنسي للآثار الوقائية، في حين سيتم توسيع فريق البحث حسب الحاجة التي تحتاجها الحفريات بالمنطقة، بحيث أن حفرية ساحة الشهداء يضيف الدكتور تأتي بعد الأشغال الأولية المقررة لتوسيع ميترو الجزائر الممتد بين ساحة الشهداء وساحة الأمير، حيث تم اكتشاف بعض المقتنيات والمعالم التي يعود بعضها للعهد العثماني والبعض الآخر للعصور القديمة، مما تطلب إيقاف المشروع مؤقتا في تلك المنطقة إلى غاية إجراء حفريات أثرية مستعجلة لتحديد أهمية الموجودات والموقع ككل واستقراء معطيات علمية قد تأتي بحقائق جديدة فيما يتعلق بتاريخ وحضارة الجزائر. وأشار الدكتور عزوق إلى أن الحفرية تندرج ضمن الحفريات الإنقاذية وتأتي بعد استشارة وزارة الثقافة للمختصين في المجال من الجزائر وخارجها، خاصة خبراء من معهد الآثار ومن منظمة اليونسكو، مضيفا أن وزارة الثقافية سخرت ما قيمته 15 مليون دينار كتكلفة مالية مبدئية قابلة للزيادة. ويرأس فريق البحث المتكون من 28 خبير الدكتور مصطفى فيلاح أستاذ الآثار القديمة بمعهد الآثار بجامعة الجزائر والذي أوكلت له مشروع الحفرية بحيث كان قد شارك في العديد من الحفريات الأثرية الدولية داخل الوطن وخارجه ، حيث اعتبر في تصريح له إلى أن الحفرية إنقاذية قصد التعرف على الآثار المكتشفة خلال أشغال توسيع ميترو الجزائر إلى الجهة الغربية، مضيفا أن الحفرية تأتي بعد العثور على آثار متنوعة منها صور وآثار الزليج الإسلامي المغاربي والذي يعتقد البعض أنه بقايا جامع السيدة زينب. كما توجد الآثار الإسلامية على مستوى 2م ومن 2 متر إلى مستوى 4 متر عثر فيها على آثار رومانية، بينما توجد آثار قديمة على مستوى 4 إلى 7 متر، والتي سيتم -يضيف الدكتور- التركيز عليها لمعرفة إن كانت موجودة إلى فترة ما قبل التواجد، وهل هي طبقة للآثار النوميدية أم الفينيقية، أم الإغريقية، وهذا ما لا نعرفه حسب الدكتور مصطفى فيلاح إلا بالانتهاء من الحفريات بالمنطقة. وفيما يخص إن كان المشروع سيتعطل أو يغير مساره أو حتى يتوقف، ذكر المتحدث أن النتائج المترتبة عن الحفريات هي التي ستحدّد مصير المشروع، سواء بجعل الورشة مفتوحة أو يتم فقط أخذ الآثار المكتشفة وتحويلها إلى المتحف، مبرزا من جهة أخرى أن نتائج الحفرية وقرار الجهات الوصية هي من ستحدد المرحلة التي تليها، هذا وينتظر أن تكون الحفرية فرصة لإبراز قدرة الخبراء الجزائريين خاصة منهم الباحثين في الآثار الإسلامية والقديمة وفي الصيانة والترميم وفي تخصصات مختلفة كالعمران والفسيفساء، وكذا في مجال الحفريات العلمية الأثرية، كما ستكون هذه الحفريات فرصة لتكوين الكفاءات الجزائرية الصاعدة . للإشارة تشرف على مشروع توسيع ميترو الجزائر شركة مترو الجزائر من الخط الممتد بين ساحة الشهداء وساحة الأمير عبد القادر بقلب العاصمة، بحيث يبلغ طول المشروع 7.1كلم بمبلغ يقدر 4.11 مليار دينار وقد تعهدت الشركة بتسليم المشروع في أجل أقصاه 42 شهرا.