في الوقت الذي عمدت بلدية عنابة على اتخاذ قرار قطع أشجار الكاليتوس التي يعود سنها لأكثر من مئة سنة، والتي كانت تعتبر مفخرة العنابيين عبر حديقة الحرية ومختلف أحياء عنابة، تعمل مصالح مديرية الغابات على تجديد الغطاء النباتي من خلال تخصيص أغلفة مالية لصالح عمليات تقنيات إحياء أشجار نادرة بعضها انقرض تماما. عبر مشاتل متواجدة ببلدية برحال، يعمل بجهد متخصصون في الغطاء النباتي على تجديد شجيرات ”الجاكارند”، أوما يصطلح على تسميتها بشجرة اللون الحزين استوائية الأصل ”ولوسافنيي” يابانية الأصل، من أجل إعادتهما إلى الحياة عقب انقراضهما شبه الكلي عبر ربوع الغطاء النباتي لولاية عنابة، والذي يتعرض لمجازر بالجملة ناجمة على الاكتساح المقلق للإسمنت من خلال مشاريع سكنية ومراكز أعمال لرجال المال و أصحاب ”الشكارة”. يتم اتباع دراسات تقنية لضمان تكاثر العديد من أنواع الشجيرات التي هي في طريق الانقراض، على غرار شجرة لوسافونيي التي جلبها الاستعمار الفرنسي إلى ولاية عنابة، حيث تعطي هذه الشجرة ثمارا دائرية هي في الواقع عبارة على صابون سرعان ما يطلق رغوة عند سكب الماء عليه في راحة اليد، ناهيك عن رائحته المنعشة ومقاومته الفعالة لجميع أنواع التلوث البيئي. وإلى جانب هذا النوع الذي لم يتم إلى حد الآن التوصل إلى طريقة لتكاثره تتواجد عدة أنواع من الشجيرات عبر مشاتل بلدية برحال التي تجرى عليها البحوث التقنية من أجل ضمان وجود آلية فعالة تمكن من استرجاع الولاية لغطائها النباتي، الذي شهد منذ الخمس سنوات الأخيرة تدهورا غير مسبوق، أبرزه المدينة الجديدة ذراع الريش وما اكتسحته من بساتين أشجار مثمرة وتعاونيات زراعية، تنازل عنها أصحابها عقب عمليات التعويض المالي الذي تحصلوا عليه من قبل الهيئات الوصية. تسبب الغياب الفادح لموازنة فعالة بين البيئة والتوسع العمراني في فوضى عارمة، نجمت عنها تعرية كبيرة للغطاء النباتي الذي قضى كليا على ما يسمى برئة عنابة المعروفة بها منطقة سيدي عيسى، علما أن اكتساح الإسمنت لازال متواصلا بشكل غير عقلاني وغير مقبول، في الوقت الذي يتم قطع الأشجار بحجة كونها خطرا على المارة، مع العلم أن الجمعيات البيئية المختلفة لازالت تواجه وبحزم مثل هذه التصرفات، التي تنفق بسببها هيئات عمومية ملايير الدينارات من أجل التوصل إلى إيجاد هذه الموازنة أو على الأقل الحفاظ على القليل المتبقي من المساحات الخضراء، والتي لاتزال هدفا لمافيا العقار عبر أعالي عنابة وخصوصا ببلدية سرايدي.