أعدت أول خريطة علمية حول مناطق انتشار شجرة الأرقان بولاية تندوف كما أفاد اليوم الإثنين باحث في مجال مكافحة التصحر وأوضح الأستاذ قشايري رضا الباحث في مجال مكافحة التصحر والنظام البيئي الصحراوي بجامعة باب الزوار بالجزائر العاصمة بأن هذه الخريطة أعدت عبر القمر الصناعي وفق تقنية (جي بي إس) في إطار تحضير رسالة الدكتوراه حول نبتة الأرقان. وتحدد هذه الخريطة الجوية - حسب ذات المتحدث - ثلاث مناطق يغطيها هذا النوع من الأشجار على مستوى إقليم تندوف. ويتعلق الأمر بمناطق طويرف بوعام و مركالة و ترقانت عبر مساحة إجمالية تفوق 90 ألف هكتارو تشكل هذه الخريطة - كما أوضح الباحث - "أول دراسة علمية على المستوى الوطني بخصوص تحديد الوسط الطبيعي لتوزع هذا الصنف النباتي النادر الذي ينتشر بالمناطق الجافة وتحتوي على دراسة بيئية وأخرى للتربة". كما أنها تسمح من استخلاص العلاقة ضمن النظام البيئي بين شجرة الأرقان والأصناف النباتية الأخرى التي تعيش معه فضلا عن الأصناف الحيوانية الأخرى كبعض أنواع الحشرات والزواحف التي تشكل نظاما بيئيا خاصا بمنطقة الشمال الغربي لتندوف. و أشار هذا الباحث الذي يزور منطقة تندوف لأول مرة بأن "النمط الرئيسي في خلفة شجرة الأرقان تكون عبر الجذور السطحية للشجرة الأم حيث تتم هذه الخلفة عبر سنوات من خلال تثبيت الماء والأملاح المعدنية الضرورية التي تتغذى عليها الشجيرة"ويرى في هذا الخصوص أن "عدم نجاح العديد من التجارب السابقة الخاصة بإعادة غرس صنف شجرة الأرقان يعود بالأساس إلى عدم تثبيت نوع من البكتيريا التي تمتصه جذور الشجيرة"وأكد في نفس السياق "بأن أشجار الخلفة لشجرة الأرقان عن طريق البذور والنادرة جدا لا يمكن لها أن تنجح إلا في حالة تطبيق الدراسات العلمية التي تؤكد أهمية تكثيف الحصول على هذا النوع من البكتيريا من خلال استعمال مخابر بيولوجية لتكاثرها قبل نشرها داخل جذور الشجيرة عن طريق السقي الطبيعي الذي يسمح بالتفاعل الطبيعي مع تواجد هذا النوع من البيكتيريا". ومن جهتها اعتبرت محافظة الغابات بولاية تندوف هذه الدراسة "وسيلة هامة للإستفادة من تقنيات الإستزراع الحديثة والناجعة لهذا الصنف من الأشجار النادرة حيث لم تعط لحد الآن التجارب التي قامت بها المحافظة في وقت سابق بخصوص إعادة الاعتبار لهذا الصنف من الأشجار النتائج المرجوة بالولاية".