عرض مسرحي بامتياز أبدع في تقديمه أمسية أول أمس مجموعة فنية إناث وذكور من عناصر فرقة القوالة للمسرح على ركح قاعة الحفلات بدار الثقافة بغليزان. مشاهد تاريخية لكاتبها المسرحي عابد بوخبزة، ابن مدينة غليزان، تروي مناقب الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة، الرجل الصوفي المجاهد الذي قاوم الإسبان، اختار لها المخرج المسرحي سيد أحمد قارة عنوان رواض الأسود، وهي مسرحية مزجت بين عدة مراحل مرت بها الجهة الغربية للوطن قبل الاحتلال الفرنسي التي كانت وقتها تحت السلطة العثمانية والغزو الإسباني. تفنن عدد من الممثلين على غرار الفنان المتألق بن قرين محمد الذي تقمص بكل احترافية شخصية الولي الصالح سيدي أمحمد بن عودة، الذي أسندت له في ريعان شبابه قيادة الجيش لمقاومة الغزاة الإسبان والمدعو سي أحمد الذي لعب دور السلطان العثماني، وقادة في دور الجنيرال الإسباني، بالإضافة إلى فنانين مخضرمين أمثال خالد منور الذي لعب دور الدرويش ومحمد باقي الذي تقمص دور شخصيتين بارزتين في المشهد الجد مشوق، الأول أب الولي الصالح سيدي أمحمد بن عودة والثاني الشيخ البهلول الذي اغتالته أياد يهودية باعتباره صاحب مشورة والناصح الوفي للولي الصالح. كما أبرزت المسرحية عددا من الوجوه الشابة منها المعروفة بأدائها المتميز في التمثيل على غرار لزرق، علي وفتيات تألقن في عدد من الأدوار، والذين تقمصوا أدوار المعمرين والأتراك وأبناء من منطقة غليزان الثائرين ضد الغزو الإسباني، من خلال مشاهد في منتهى الروعة والإبداع الفني جسدها هؤلاء الشباب وغيرهم من الفنانين المخضرمين على خشبة مسرح دار الثقافة التي عرفت إقبالا كبير للعائلات الغليزانية التي استمتعت بالعرض المسرحي وسط تصفيقات وزغاريد النسوة، خاصة وأن القصة تروي مناقب الولي الصالح الذي اقترن اسمه بمنطقة سيدي أمحمد بن عودة الرجل الصوفي، المجاهد والأسطورة الذي له حرمة ووقار كبيرين وسط سكان الجهة، نظرا لشهرته داخل وخارج الوطن. الجدير ذكره أن هذا العمل المسرحي تم التحضير له خلال عدة شهور ليكلل بالنجاح حسب تصريحات الجمهور الذي حضر بقوة لمتابعة العرض المميز.