ذكر ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة في الجزائر توماس دافين، مساء أول أمس بوهران، أن 86 بالمائة من الأطفال في الجزائر أكدوا تعرضهم لعقاب شديد جدا، مشيرا أن الأرقام المتعلقة بالعنف ضد الأطفال ”ليست انعكاسا للجزائر”. أما على الصعيد العالمي فإن الأرقام المتعلقة بالعنف الذي يتعرض له الأطفال لا يمكن إنكارها وهي مثيرة للقلق، وفق نفس المتحدث الذي أبرز أن حوالي 100 ألف طفل يموتون سنويا عبر العالم جراء العنف الذي يتعرضون إليه. وأبرز دافين خلال لقاء عقد بمقر الولاية في إطار الحملة ”طفولة بدون عنف بدون صمت”، أن هذه الأرقام ليست انعكاسا للجزائر لأن الجزائر قد وقعت منذ فترة طويلة جدا على الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل، مشيرا الى أنه على الصعيد المعياري الذي تندرج فيه البلاد فإنه يتم مكافحة العنف منذ مدة طويلة”، مذكرا أن مصالح الشرطة والدرك الجزائريين قد أنشأت خلايا مخصصة لحماية الطفل قبل استحداث اتفاقية حقوق الطفل، مؤكدا أن الإحصائيات حول هذه المسألة لا تمثل المعايير الاجتماعية، مضيفا أن المعايير الاجتماعية هي انعكاس لالتزام قد بدأ على مستوى الفرد والأسرة، مضيفا أن هذه المسائل ليست هامشية أو طريفة كون عندما نطرح السؤال على تلاميذ المتوسطات والثانويات فإن ثلثهم يجيبون أنهم كانوا ضحايا أوشاركوا في شجارات في مدارسهم. وعلى المستوى الجزائري فقد أجري تحقيق عبر كل التراب الوطني في 2013/2012 من طرف تمثيلية اليونيسيف مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وحسب ذات المتدخل فإن ”الرقم الذي يستوقف يتعلق بكون 86 بالمائة من الأطفال الذين شملهم التحقيق أجابوا ب”نعم” عن سؤال حول تعرضهم لعقاب شديد جدا سواء كان نفسيا أو جسديا”، قائلا:”الأطفال يواجهون أثر العنف لمدة أطول وأحيانا طوال حياتهم ولا يمكننا أن نبقى عاجزين ولا صامتين عندما يوجد أثر يمتد على مدار هذه المدة الطويلة”، مشيرا إلى أنه ”للأسف طفل واحد من بين حالتين تعرضتا الى العنف سيكرر هذا العنف ضد أبنائه لأنه يعتقد أنه يجب التصرف على هذا القبيل”، مضيفا:”عندما نتحدث عن العنف ضد الأطفال يجب أن نتحدث عن ما يمكن فعله للوقاية منه ومرافقة الأطفال الضحايا، ولا يمكن القيام بذلك إلا سويا، وهو عمل متعددة القطاعات يتعين على الجميع القيام به بدءا بالأطفال سواء كانوا ضحايا أو شهود والعائلات والمدارس والمجتمع المدني والمؤسسات، كما قال. وكان دافين مرفوقا بالمناسبة بسفيرة النوايا الحسنة لليونيسيف، بطلة الجيدو الجزائرية سليمة سواكري، التي أكدت التزامها فيما يتعلق بالوقاية ومكافحة جميع أشكال العنف. وقد افتتح رئيس المجلس الشعبي الولائي هذا اللقاء المنظم بالشراكة مع جمعية ”صحة سيدي الهواري” وبمشاركة عدد من الشركاء، على غرار مديرية النشاط الاجتماعي والحركة الجمعوية المحلية وإطارات من الأمن الوطني وقضاة والعديد من التلاميذ.