اعترف ممثل اليونيسيف في الجزائر توماس دافيين بالمجهودات التي تبذلها الجزائر في مجال تحسين وضعية الأطفال، وضمان حقوقهم في مجالات عدة، لكنه اعترف في المقابل بالصعوبات والنقائص التي تجب معالجتها في الآجال القريبة، خاصة ما تعلق منها بتوفير المعلومات التدقيقية التي تمّكن المنظمة العالمية من تقديم قراءة موضوعية لوضعية الطفولة في الجزائر. وأكد توماس دافيين في تصريح ل”الفجر” على هامش تقديم تقرير اليونيسيف لعام 2013 أمس، بالعاصمة بمناسبة اليوم العالمي للطفولة أن تخصيص احتفالات هذا العام لفئة الأطفال المعاقين يحمل دلالة عميقة بمشاكل هذه الشريحة ليس فقط في الجزائر لكن في العالم اجمع، حيث يعاني ما يزيد عن عشر أطفال العالم من الإعاقة من بين مليار شخص في العالم يعانون شكلا من أشكال الإعاقة، كما يعاني الأطفال المعاقين عبر العالم من مختلف أشكال العنف بما فيها الجنسي والجسدي أربع مرات ضعف العنف المسلط ضد نظرائهم الأسوياء، وتقل فرصتهم في الالتحاق بالمدارس الابتدائية 3 مرات أضعاف زملائهم الأسوياء. لهذا قال توماس دافيين أن تخصيص احتفالات هذه السنة للأطفال المعاقين تحت شعار ”نستحق كلنا أن تكون لنا نفس الفرصة المتساوية في الحلم” هدفها ليس فقط الاعتراف وحماية حقوق هذه السريعة لكن أيضا رفع التمييز عنهم وتثمين شخصيتهم وإعطائهم الحق في أن تكون لهم فرصة في براز قدراتهم والاستثمار فيها. بالنسبة للجزائر أكد توماس دافيين أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في سن القوانين وتجنيد منظوماتها القانونية، ووضع قطاعات وزارية كاملة في مواجهة الأخطار التي تحدق بالأطفال، حيث حفظت الجزائر في عدد وفيات الأطفال وقضت تماما على مشكلة الأمراض الناجمة عن نقص الفيتامين ”دال” كما يتمتع اليوم 99 في المائة من أطفال الجزائر بحق التمدرس و95 في المائة منهم بحق التطعيم، وتوفير فرص أفضل لتمدرس الأطفال وضمان حقوقهم في الصحة وممارسة الرياضة، لكن في المقابل قال المتحدث أن هناك عملا طويلا أيضا تسعى اليونيسيف لانجازه بالتعاون مع مختلف القطاعات الوزارية لا سيما وزارة التضامن من أجل معرفة مثلا الأسباب التي تجعل الأطفال يغادرون مقاعد الدراسة مبكرا، حيث تسجل الجزائر حاليا واحد على عشرة أطفال يغادرون مقاعد الدراسة في المتوسطات، في نفس الإطار أضاف المتحدث أننا بحاجة إلى معرفة الأسباب التي تقف وراء ارتفاع ظاهرة وفيات الأطفال حديثي الولادة رغم الجهود المبذولة من طرف الجزائر للحد من ظاهرة وفيات الأطفال قبل سن الخامسة. هذا إلى جانب التصدي لظاهرة العنف المتزايدة في حق الأطفال حيث تسجل الجزائر10 آلاف طفل سنويا ضحايا مختلف أشكال العنف و11 ألف طفل سنويا يقفون أمام المحاكم. ورغم هذا بدا ممثل اليونيسيف في الجزائر متفائلا كثيرا ازاء معالجة مشاكل الطفولة وهذا استنادا إلى التجاوب الذي يبديه مختلف الفاعلون في المجال من وزارات ومسئولين وجمعيات وحتى المجتمع المدني تجاه الحديث عن المشاكل الطارئة والأخطار المحدقة بالأطفال مثل الاعتداءات الجنسية والاختطافات وغيرها ، وهذا حسب ممثل اليونيسيف يعكس التزام الجزائر ووفائها بالتزاماتها الدولية تجاه الاتفاقيات التي تمضيها . وقد ثمن في هذا الجانب الجهود المبذولة من قبل وزارة التضامن في إنشاء خلايا الإصغاء، وكذا حملات التوعية. لكن يبقى المشكل الذي يواجه الأطفال المعاقين يقول ممثل اليونيسيف هو إقدام بعض العائلات على إخفاء الطفل المعاق وعزله عن الحياة العامة وعدم إعطائه فرصة في إثبات نفسه، وهو مشكل لا تعاني منه الجزائر وحدها لكنه يمس العديد من الدول عبر العالم، كما تبقى الجزائر يقول توماس دافيين بحاجة إلى مجوهدات أكبر في مجال تحسيس المجتمع المدني بالأخطار التي تهدد الأطفال لان حماية الطفولة ليست مهام الدولة والوزارة وحدها لكنها مشكلة المجتمع ككل لان استنكار الجرائم المرتكبة في حق الأطفال فعل وواجب أخلاقي قبل أن يكون واجب قانوني. من جهة أخرى، ارجع توماس دافيين الشح المتعلق في مجال الإحصائيات الخاصة بالجزائر إلى عدم مصداقية الأرقام المقدمة في كثير من المجالات، وهو المشكل الذي تسعى اليونيسيف إلى تجاوزه بمعية وزارة الصحة باستعمال تقنيات وبرتوكولات بحثية محينة، حيث سيتم خلال الثلاث أسابيع القادمة توفير قاعدة بيانات تحمل قدرا كبيرا من الواقعية والمصداقية ومستقاة من الميدان وهذا ما يعطى لعمل فرع اليونيسيف في الجزائر بالتعاون مع مختلف الفاعلين فرصة أفضل في العمل الميداني على أسس وقواعد صحيحة.