تسجّل الجزائر أضعف نسبة من التسرّب المدرسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أي عربيا، حسب ما علم أمس الاثنين لدى مكتب (اليونيسيف) بالجزائر العاصمة. صرّح ممثل (اليونيسيف) في الجزائر توماس دافين في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة اليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح جوان من كل سنة بأن (حوالي 500.000 طفل يتراوح سنهم بين 6 و16 سنة غير متمدرسين في الجزائر، لكن هذا الرقم يمثّل أضعف نسبة مقارنة بالنسبة المسجلة في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا). وأوضح نفس المسؤول أن تحقيقا حول الأطفال غير المتمدرسين أنجز من قِبل وزارة التربية الوطنية و(اليونيسيف)، والذي ستنشر نتائجه عن قريب كشف أن (497.000 طفل يتراوح ما بين 6 و16 سنة غير متمدرسين (الطورين الابتدائي والمتوسط) في الجزائر مع نسبة 5ر4 بالمائة من العدد الإجمالي للأطفال الذي بلغوا السن القانونية للتمدرس. وأبرز التحقيق أن هذا التسرّب يخص على وجه الخصوص الأطفال الذين يتراوح سنهم بين 11 و15 سنة ومعظمهم ذكور ينتمون إلى الفئات الاجتماعية المعوزة. وأوضح السيد دافين أن نسبة الأطفال المتمدرسين في الابتدائي بلغت 5ر97 بالمائة وسوى 5ر2 بالمائة من الأطفال غير متمدرسين في هذا الطور، مضيفا أن أكبر نسبة من التسرب المدرسي (تخص الطور المتوسط). من جهة أخرى، أوضح دافين أن نسبة تقل عن 17 بالمائة من الأطفال الذين يتراوح سنهم بين 3 و5 سنوات يتم قَبولهم في الطور التحضيري، معتبرا أن هذه النسبة (تبقى ضعيفة). وأوضح نفس المسؤول أن هذا التحقيق الخاص بالأطفال غير المتمدرسين أجرته (اليونيسيف) في عدة بلدان من العالم، من بينها بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويشير إلى أن النسب الخاصة بالأطفال غير المتمدرسين في هذه المنطقة (مرتفعة أكثر). وكشف تحقيق وطني آخر لم يتم بعد نشر نتائجه أن 86 بالمائة من الأطفال الذين يتراوح سنهم بين 2 و14 سنة يعتبرون أنهم وقعوا ضحايا طريقة تأديبية عنيفة، حسب ما أعلنه السيد دافين. ويشير التحقيق الذي أنجزته وزارة الصحة و(اليونيسيف) خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و2013 في الجزائر إلى أن 25 بالمائة من الأطفال الذين يتراوح سنهم بين 0 و6 أشهر يتغذون بحليب الأمّ فقط مقابل 7 بالمائة سنة 2007. وأوضح التحقيق أن مشكل السمنة لدى الأطفال يتزايد في الجزائر، حيث أن نسبته فاقت 13 بالمائة من الأطفال من مختلف الفئات الاجتماعية، وفي هذا الإطار، أكد أنها (المرة الأولى التي يشير فيها تحقيق إلى أن نسبة السمنة تفوق 10 بالمائة)، ومن جهة أخرى، أشار إلى أن هذا التحقيق أبرز أن حوالي 11 بالمائة من الأطفال الذين يقل سنهم عن 5 سنوات يعانون من تأخر في النمو، وأن ذلك يعود إلى سوء التغذية.