واصل طيران التحالف بقيادة السعودية قصفه مواقع للحوثيين وقوات الجيش اليمني، بعد فشل المحادثات التي رعتها الأممالمتحدة في جنيف في التوصل إلى وقف إطلاق النار في البلاد. وقالت مصادر محلية بأن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية نفذت غارات على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي. جاء ذلك توازيا مع قصف على مواقع للحوثيين في محافظة صعدة وحجة ومناطق أخرى شمال العاصمة اليمنية أدت إلى أضرار كبيرة وسقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. وفي جنوب البلاد، استهدفت الغارات مواقع في عدن وتعز، حيث تدور مواجهات ضارية بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس الأسبق علي عبد الله صالح من جهة أخرى. وصرّح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، للصحافة أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة في اليمن، وأضاف الجبير أن طيران التحالف سيبقي على غاراته الجوية على مواقع الميليشيات بعد نفاد كل الخيارات السلمية الأخرى. ومن جهته قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام المعني باليمن في مؤتمر صحفي في جنيف، إن مشاورات جنيف وضعت أسسا مهمة لإحياء العملية السياسية الانتقالية بقيادة يمنية، مؤكدا وجود أرضية جاهزة لوقف إطلاق النار مصحوبا بالانسحاب. وقال ”إن انعقاد مشاورات جنيف، التي أشدد مرة أخرى، على أنها كانت مشاورات أولية هو في حد ذاته إنجاز كبير نظرا للعنف المستعر في اليمن وما خلفه من مآس إنسانية. لقد أتت الحكومة من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، ولمسنا في المحادثات تعاملا إيجابيا من كل الأطراف.” وأكد أنه ”من الممكن البناء على هذه الروح الإيجابية في المشاورات المقبلة، ومؤكدا على ضرورة تذكر الوضع الإنساني المأساوي في اليمن حيث قال: ”ما يؤلمني شخصيا هو المعاناة الإنسانية الشديدة للمواطنين اليمنيين والوضع الإنساني الكارثي، بالتالي علينا كما أشار السيد الأمين العام مرات عدة أن نحصل على هدنة إنسانية في أسرع وقت خاصة ونحن في شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والغفران. وأؤكد لكم أنني سأكثف جهودي في الأيام المقبلة للتوصل إلى ذلك.” وصرح ولد الشيخ بأنه سيتوجه إلى نيويورك لتقديم إفادة لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول مضمون هذه المشاورات الأولية والخطوات المقبلة. وجدير بالذكر أن دراسة جديدة صدرت أول أمس عن منظمة الأغذية والزراعة بالأممالمتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، أفادت بأن ستة ملايين يمني على الأقل يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية الطارئة والمساعدات المنقذة للحياة في اليمن، وهي زيادة حادة مقارنةً بالربع الأخير من عام 2014. ووفقاً لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي والاوضاع الانسانية، تم تصنيف عشرة من أصل 22 محافظة في اليمن الآن بأنها تعاني انعدام الأمن الغذائي الذي يصل إلى مستوى ”الطوارئ”.