جشع التجار.. المضاربة بالأسعار واحتكار السلع خلال شهر رمضان، كانت كفيلة بتحريك وزارة بن يونس لتفكر في إنشاء أسواق ل”المعوزين”، هؤلاء الذين وجدوا ضالتهم فيها، خاصة أن الأسعار معقولة مقارنة بقدرتهم الشرائية ”الهشة”. افتتح عشية الفاتح من شهر رمضان السوق الجواري بأول ماي، الذي تهدف من خلاله وزارة التجارة إلى تقريب المواد الغذائية المحلية من المواطن وتشجيع استهلاكها، وكذا حماية القدرة الشرائية الضعيفة لذوي الدخل المحدود ومحاربة ظاهرتي الاحتكار والمضاربة بالأسعار. ليشهد سوق رمضان 2015 توافدا كبيرا بشكل يومي. وتم اختيار ساحة مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بأول ماي، مكانا لعرض مختلف السلع الوطنية. وحمل سوق رمضان 2015 شعارا بعنوان ”لنستهلك جزائري”، علما أن الأسعار تم تخفيضها تماشيا مع القدرة الشرائية للمستهلك، وتحديدا أصحاب الدخل المتوسط، لتتراوح التخفيضات من 10 إلى 50 بالمائة حسب المنتج والنوعية. بعد جولتنا الاستطلاعية بعين المكان لاحظنا حشوا كبيرة من المواطنين الذي كانت طلباتهم تتجاوز نسبة عرض بعض من السلع، وتتمثل خصوصا في الأجبان، المشروبات، العجائن، الحبوب، الحليب ومشتقاته، الخضر والفواكه، وغيرها من المواد الواسعة الاستهلاك في شهر رمضان، ناهيك عن عرض أواني منزلية، أفرشة، وكذا أجهزة كهرومنزلية. وبخصوص هذه الأخيرة لاحظنا أن بعض المؤسسات الجزائرية قد عادت إلى الواجهة بمنتوجات أكثر جودة ونوعية. سألنا بعضا من المواطنين عن رأيهم لهذه المبادرة، لتقول السيدة (سعيدة):”جئت من بلدية الدرارية، ووجدت أن الأسعار فعلا منخفضة مقارنة بالتي ألفناها، لكن أتمنى أن يتوسع نطاق سوق رمضان ليشمل بلديتنا لأنها لا تتوفر على مثل هذه الأسواق، كما أن بعضا من التجار يغتنمون مناسبة رمضان لزيادة أرباحهم برفع الأسعار”. من جهة أخرى، لاحظنا توافد كبيرا على جناح الخضر والفواكه، حيث عرضت بأسعار مقبولة مقارنة بما يعرض في الاسواق الأخرى، وهنا التقينا بإحدى السيدات التي قالت إنها قصدت السوق منذ اليوم الأول وقامت بمقارنة الأسعار مع ما هو معروض في أسواق أخرى، ولما لاحظت التخفيضات الموجودة لم تتوان عن الشراء، خاصة أن النوعية جيدة وبالأخص في الفترة الصباحية. نفس الشيء لمسناه عند سيدة أخرى قالت إن الأسعار معقولة، خاصة ما يتعلق بزيت المائدة والتمر والمشروبات وكذا الأجبان التي عرضت منها أنواع كثيرة، وكان للزبون أن يختار ما يتوافق مع إمكانياته. من جهتنا أكملنا جولتنا الاستطلاعية ورصدنا أسعار مختلف السلع بدءا من جناح اللحوم. وقد قدر مبلغ لحم الغنم ب 1250 دج، لحم البقر ب 900 دج، أما الدجاج المجمد فقدر ب 290 دج. لتكون باقي المنتجات الغذائية المعروضة بأسعار معقولة، فسعر الفرينة استقر في30 دج، زيت المائدة 5 لتر قدر ب 500 دج، والتمر ب200 للكلغ، فيما عرضت العصائر بمختلف الأنواع بأسعار وصلت إلى 200 دج لثلاث علب. وكان سعر البيض في متناول الجميع، حيث وصل سعر ”بلاطو بيض” إلى 200 دج، وتم تخفيض سعر المعجنات ب5 دج.