يواجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، صعوبة كبيرة في الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي للحزب، وهذا بسبب محاولات الضغط وسعي كل طرف للتموقع في المكتب الجديد، خاصة من قبل الوزراء الذين اخترقوا الحزب سواء من الجيل القديم أو الجديد. يعد المكتب السياسي الجديد الموسع إلى 18 عضوا، أصعب مكتب سياسي للأفالان، بحكم أن العديد من المناضلين الجدد يبحثون عن مواقع لهم، خاصة أن عدد وزراء الأفالان بلغ 15، وفريق مهم منهم يبحثون الآن عن التموقع في المكتب السياسي الجديد. ويظهر من ضمن هؤلاء وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، الطاهر خاوة، الوزير الجديد المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الذي يرى المتابعون أنه من الممكن أن يحظى بأمانة في المكتب السياسي للحزب، خاصة وأنه يمثل عنصر الشباب وله علاقات بالمنظمات الشبانية التي وصل من خلالها إلى قبة البرلمان. الطيب لوح أيضا لا يريد أن يخرج صفر اليدين من المؤتمر العاشر، وهو يبحث، بالإضافة إلى حقيبة الوزارة التي لم يتخل عنها يوما، عن أمانة بالحزب العتيد، وكذلك جمال ولد عباس، الذي فقد منصبه في الحكومة، ويريد العودة من الباب الواسع والتموقع مجددا في هيكل الأفالان. وقالت مصادر مطلعة ل”الفجر” إن عدد أعضاء اللجنة المركزية المقدر ب600 عضو، عقّد الأمور كثيرا على الأمين العام للحزب، وجعله في موقع صعب، حيث يريد عمار سعداني أن يفرض مجموعته الخاصة داخل المكتب السياسي، بعد الصعوبات التي تحملها والتحدي الكبير الذي رفعه فريقه خلال التحضير للمؤتمر العاشر للحزب. وأضافت المصادر ذاتها أن الأسماء التي اقترحت للمكتب السياسي، فاقت لحد الآن 100 عضو، من أجل مناصب محدودة، وهو السبب الذي جعل الأمين العام، عمار سعداني، يلجأ إلى تأجيل عقد دورة اللجنة المركزية المخصصة لتزكية المكتب السياسي الجديد للحزب، وتابعت بأن موعد عقد دورة اللجنة المركزية للأفالان سيكون في 24 جويلية القادم، وهو التاريخ المناسب لتحضير هذا الموعد الهام، الذي تتوقع مصادرنا أنه يتسبب في بعث موجة احتجاج داخل الأفالان بحكم أن العديد من المناضلين وأصحاب النفوذ يريدون التموقع في التشكيلة الجديدة.