لأول مرة منذ قرن سيحرم قاطنو الشوارع الضيقة بالمدينة القديمة بقسنطينة من سماع أذان المساجد العتيقة التي تعود إلى القرون الماضية، التي يعلو صوتها في وقت واحد ومن منابر مختلفة. وهو الصوت الذي ألفه الجميع خاصة أن مظاهر وصورة العادات والنشاطات التي تمارس في رمضان لا يراها الوافدون والقاطنون إلا في المدينة القديمة، حيث تتخذ لنفسها حلة جديدة واستثنائية ممزوجة ب”الفواحات” و”البهارات” وأنواع الحلوى التقليدية التي تصنعها النسوة في المنزل، فبعدما كانت المساجد والزوايا الصغيرة تظل مفتوحة على مدار اليوم وتزين بالمصابيح الملونة، ويقصدها الشيوخ والشباب وحتى الأطفال إلى جانب النسوة والفتيات لأداء صلاة التراويح، فإن السلطات الجزائرية فعلت ما لم تتمكن فرنسا وجيوشها من فعله، حيث أغلقت المساجد القديمة الهامة والمعروفة بسبب قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.