يعتبر شهر رمضان بالأغواط من أهم الشعائر الدينية التي يوليها ساكنة المنطقة مكانه خاصة بين باقي الشعائر الإسلامية الأخرى . ولم يعد شهر الصيام لديهم الركن الرابع في أركان الإسلام فحسب ، بل استرجاع للموروث الثقافي و الحضاري و الاجتماعي لديهم . و يكتسي شهر رمضان بولاية الأغواط طابعا مميزا لدى الكبار و الصغار من خلال ممارسة الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة بالمنطقة التي بدأ يؤثر عليها النمو الديمغرافي السائد وتداخل العادات و التقاليد و الثقافات و بخاصة على كبريات المدن كعاصمة الولاية و آفلو و حاسي الرمل و قصر الحيران وتاجموت ... وذلك بسبب إفرازات النزوح الذي تفرضه عوامل كثيرة ومتعددة من أهمها البطالة والظروف المعيشية والسكن ... وإن كانت أغلبها لا يزال متمسكا بالعادات والتقاليد ، ففي الأحياء القديمة يلفحك عبق الماضي الأصيل الذي لم يتأثر بإفرازات العادات الدخيلة على المجتمع، ولعل من أهم تلك العادات والتقاليد هو الاستعداد لشهر رمضان و أخرى عند الإفطار أو عند صيام الأطفال لأول مرة، والسهرات الليلية التي تزيد العلاقات العائلية ترابطا و تماسكا . كما يتيح شهر رمضان المعظم للأغواطيين فرصة عظيمة لتوطيد العلاقات التضامنية التي تزيد من التكافل الاجتماعي وموعدا لإحياء التراث وكثير من العادات و التقاليد التي قد تجاوزها الزمن والتي كانت جزء من حياة أسلافهم قبل أن تعصف بها هبة العولمة والشمولية ، وتمكن الاستعدادات الحثيثة الجارية لاستقبال هذا الضيف الكريم من كسر الروتين القاتل الذي خيم على المنطقة بفعل الحرارة الشديدة و غياب البرامج الترفيهية التي توؤد بفعل خصوصيات المنطقة ، حيث تحولت اهتمامات السكان من البحث عن الظل والبرودة إلى التهافت على محلات الأعشاب واقتناء ما يلزم لاستقبال شهر الصيام ، حيث أن الشغل الشاغل في هذه الأيام لمعظم الناس يكمن في البحث عن المستلزمات الضرورية لاستقبال هذا الضيف الخفيف ، فلا حديث إلا عن "التوابل" و" دشيشة الفريك، المرمز " و" الكسكسي "، والزبيب ... و تشرع النسوة في الإعداد لرمضان بنحو شهر من قبل، بغسل جدران البيت ، وإعادة تنظيف الأواني أو اقتناء أخرى جديدة ، كما تحضير أنواع من التوابل و البهارات المخصصة للطبخ . كما يتهافت الأغواطيون علي اقتناء مختلف المواد الغذائية الأساسية التي تصنع أشهى المأكولات في رمضان . ويتميز أهل المنطقة بشغفهم إلى تحضير مائدة الإفطار، ويخصصون لها ميزانيه ماليه معتبرة . أذان المغرب كان الناس في وقت سابق يترقبون دوي مدفع رمضان قبل سماع الآذان ، و ذلك نتيجة لنقص المساجد التي كانت تنحصر على أماكن معينة تعتمد على الصوت الجهوري للمؤذن ، و مع النقلة التنموية و الحضرية التي اتسمت بتضاعف عدد المساجد التي تنافست فيها لجان الأحياء على زخرفتها و رفع صومعتها أمسى الأطفال يتحينون غياب الشمس و سماع الآذان ، أما الكبار من السكان الأصليين فمع غياب الشمس تشخص أعينهم نحو مصباح صومعة مسجد الصفاح الذي يعتبرونه جزء من الموروث الحضاري . مائدة الإفطار يفطر الصائمون في ولاية الأغواط بالرطب " التمر " و الحليب أو اللبن " الشنين " و شيء من الحساء أو الحريرة التي يسمونها أهل المنطقة " بالدشيشة " و من أنواعها العادية المصنوعة دشيشة القمح العادي ، أو المرمز أو الفريك حسب نوعية البُرّ قمحا كان أو شعيرا و كذا طريقة تحضيره حيث يصنع الفريك من سنابل القمح الخضراء المجففة في الظل بعد تعريضها للفح النار أما المرمز فيصنع من سنابل الشعير التي تجرى عليها نفس العملية لتحضير الفريك و من ثمة طحنه و تصفيته و إن كانت هذه الأنواع أصبح من النادر الحصول على الحقيقي منها لأنها معرضة للغش و التزييف ، و ذلك بصبغ مطحون القمح أو الشعير بالصبغ الأخضر ، أما " الشربة " فهي نوع آخر من الحساء تصنع من لفائف العجين الرقيق المجفف أما الحريرة فقد تكون من طحينة الحبوب أو الخضر وتحتوي كل منها على قطع من اللحم الذي يطغى مذاقه وطعمه عن طبق الحساء الذي قد يأكل إما بالخبز أو " البوراك " . إلى جانب أطباق أخرى تعتبر ثانوية كالبطاطا التي اصطلح عليها اسم سيدة المائدة أو " غذاء الزوالي " إضافة إلى طاجين الزيتون و البوراك و الدولمة و المثوم و بو نارين . . . طبق اللحم الحلو لابد منه كما لا تخلو مائدة إفطار الأغواطيين من طبق "اللحم الحلو" وهو طبق من "البرقوق" أو "المشمش" المجفف يضاف إليه الزبيب وأحيانا اللوز وبعض من شرائح التفاح ويطبخ مع اللحم وقليلا من السكر. إلى جانب بعض الأنواع من الحلويات والزلابية وقلب اللوز التي إن غاب أحدها حضر الآخرون في السهرة وعند الإفطار الاحتفال بأول صيام للطفل من المعروف في الشريعة الإسلامية أن وجوب الصوم عند الأطفال يكون عند بلوغهم وذلك بظهور علامات مميزة عند الذكر أو الأنثى إل أن هذه العلامات قد تصل أحيانا متأخرة عند الطفل فتمارس عليه بعض الطقوس المعروفة بالربقة وهي عبارة عن خيط يلف حول عنق الطفل فإذا بلغا طرفاه بعضهما البعض وجب عليه الصوم و إن لم يبلغ طرفاه بعضهما البعض لم يجب عليه الصوم و تمارس هذه العادة على الجنسين ، قد تكون فرحة الطفل كبيرة عند إبلاغه بوجوب الصوم الذي يكون في البداية بصيام يوم و إفطار آخر و هو ما يسمى " بالتبقاع " حيث تحتفل العائلة في ولاية الأغواط بأول صيام لطفلها احتفالا مميزا ، فيتركون حلقة "زق الطير" و يقربهم الآباء إليهم حيث يجلسونهم إلى جانبهم على مائدة الكبار، لأن من عادة الأطفال غير الصائمين أنهم يخرجون أطباق فطورهم إلى حلقات في الحارة أين يتجمع أطفال الحي في حلقات تسمى ب " زق الطير " ومن لا يخرج إليها يجلس إلى مائدة أخرى غير مائدة الصيام ، كما تحتفل الأم بأول صيام لطفلها فتحضر له "الخفاف" وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت ، أو "المسمن". إضافة إلى مشروب العسل المسمى ب "الشربات" وهو مزيج من الماء والعسل وماء الزهر يضاف إليه عند البعض عصير الليمون . وتعتقد الأمهات أن هذا المشروب الحلو يجعل صيام الطفل حلوا ويحبب له الصيام كي يصوم مره أخرى. عاشوراء و نصفية و السابع والعشرين ليال رمضانية مميزة جدا تحتفل فيها الأسر الأغواطية بتحضير أطباق الكسكس و لحم الخروف و المرق الذي تغلب عليه شرائح " الكبوية كلباز " التي يقتنيها سكان المنطقة ويخبئونها في أماكن خاصة بعيدة عن الحرارة و الرطوبة و عادة ما تحفظ في التبن حيث يكثر عليها الطلب و يرتفع سعرها خلال تلك الأيام و أيام العيد ، هذه المناسبات الثلاثة يدعى لها الأقارب و الأحباب كما يختن الأطفال في ليله السابع والعشرين " ليله القدر" و يكرم فيها حفظة القرآن الكريم تشجيعا لهم تحفيزا للآخرين على حفظ كتاب الله ، كما أن الختان في هذه الليلة المباركة يغني العائلات عن مصاريف كثيرة في الاحتفال بختان أطفالهم ، خاصة مع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي يرهقها الغلاء الفاحش للأسعار في رمضان و كثير من المناسبات و تراجع المستوى المعيشي للعائلات . عادات دخيلة على الأغواط ومن العادات الجديدة التي ظهرت منذ تسعينيات القرن الماضي في رمضان هو دعوه بعض الأسر لخطيب ابنتهم و أهله للإفطار ، غايتهم في ذلك هي إتاحة الفرصة للتقريب بين العائلتين قبل الزواج ، ويقدم فيها الرجل لخطيبته هديه تدعي " المهيبة " تحوير لكلمه هبة " عادة ما تكون خاتما أوساوارا من ذهب ، أو قطعة قماش من النوع الرفيع . ومن أحب الأوقات في رمضان لدي الأغواطيين هو ما بعد الإفطار، أو "السهرة " السهرات الرمضابية لابد منها تبدأ السهرة بعد عودة الرجال من صلاة التراويح ،فالشباب ينظمون بعضهم البعض أو يخصصون أماكن للقاء فمنهم من يتسامرون بحكايات و مغامرات وتسطير مشاريع دنيوية و دينية و آخرون يقضون سهرتهم في لعب " الدومينو أو الكارطة أو البوكير " و آخرون يقضونها بمقاهي الأنترنيت أو الساحات العمومية و منهم من يخصصها لزيارة الأهل و الأقارب ، أما الرجال فمنهم من يخلد إلى النوم كعادته في سائر الأشهر الأخرى و منهم من يقضيها في التسبيح و الذكر و منهم من يرافق أسرته في الزيارات المبرمجة لبعض العائلات على امتداد أيام شهر رمضان و منهم من يذهب إلى المقاهي و من أهمها مقهى الحصائر . سهرات رمضان يغلب عليها حضور الحلويات المتنوعة التي تقتنيها الأسر من محلات بيع الحلويات التي تنتشر منذ اليوم الأول للصيام و تختفي في آخر يوم له و المعروفة بمحلات الزلابية و إن كانت تبيع المقروض و السيقار وقلب اللوز العادي و قلب اللوز المحشي بمطحون الكوكاو و اللوز إلى جانب الزلابية التي تختلف من حيث السمك واللون ، قد تصنع من الفرينة أو السميد و العسل غير الطبيعي و ملونات أخرى لتكتسي بذلك نكهات مختلفة ، ومنها الرفيعة التي تنسب إلى تونس و الغليظة التي تنسب إلى بوفاريك يتوقع بعض التجار أن يرتفع سعرها هذا العام من 150 دج إلى أكثر من 200 دج لتأثرها بأسعار الزيت و السكر ... صلاة التراويح طابع مميز لشهر الصيام يهرع الناس من مختلف الأعمار و الجنس بعد تناول الفطور إلى المساجد لأداء صلاة التراويح فمنهم من يختار المقرئ الجيد و منهم من يختار الأسرع و منهم من يختار المسجد الأقرب لكن أغلب المصلين يتفضلون الأحسن تلاوة و من المصلين من لا يداوم على مسجد واحد بل يتنقل بين المساجد طيلة شهر رمضان ، و تبقى أبواب المساجد مفتوحة بعد صلاة التراويح لقيام الليل و التهجد و تلاوة القرآن وإن كانت هذه المظاهر ليست حكرا على الأغواط فحسب بل تطغى عملياتها التضامنية و الكرم الفياض على أغلب العائلات الجزائرية عبر الوطن أما العادات و التقاليد فهي من خصوصيات كل منطقة حتى في ولاية الأغواط فالمنطقة الشمالية للولاية و جنوبها تتباين في كثير من العادات والتقاليد وتتوحد في القلوب التي لا تسع إلا الحب و الرحمة . سهرات فنية بدور الثقافة سطرت مديرية الثقافة بالأغواط برنامجا ثريا لإحياء ليالي رمضان الكريم و قد شملت جملة من المدائح الدينية الصوفية والأناشيد والغناء التأملي مع فرق الدرب الأصيل والطيبة و القادرية والحبيبية والقبس وجمعية المزهرية وبارود الأغواطي إضافة إلى حفلات خاصة بالنساء من تنظيم ذات المديرية يحييها جملة من الفنانين و الفنانات، بالتنسيق مع المعهد الجهوي للموسيقى . ولهواة الأدب والمسرح سطرت أمسيات شعرية محلية من تنظيم جمعية الرائد للأدب والفنون وعروض مسرحية أخرى من شأنها أن تستقطب جمهورها و إن كان محتشما لانشغال الشباب بالدومينو والكارطة والبوكير... حيث يجد المسرح نفسه معزولا بين يدي بعض الشباب الذين لا يجدون من يأخذ بأيديهم فيدعمهم لاقتحام مجال الثقافة المسرحية و ولوج عتبات القاعات و ركوحها . َ حركة غير عادية بالمحلات التجارية كما تشهد المحلات التجارية منذ دخول شهر رمضان إقبالا متزايدا من طرف المواطنين للاطلاع على أسعار الملابس الجاهزة و الشروع في اقتنائها مع بلوغ منتصف الشهر هذه الكسوة التي أصبح يتخذها الأطفال ملابس للعيد و يتزينون بها عند الدخول المدرسي كما تشرع النسوة منذ العشر الأواخر في اقتناء حاجيات صنع حلويات العيد . مائدة سحور رمضان مثلما يحافظ الأغواطيون على الفرائض يحافظون على السنن و المستحبات و كما تتميز مائدة الإفطار بحساء " الحريرة أو التشيشة أو الشربة " و طبق اللحم الحلو و أطباق شهية ثانوية أخرى فقد تتميز مائدة السحور بطبق الكسكس المعروف " بالسفة " و هي الكسكسي الممزوج بالزبيب و السمن البلدي المعروف " بالدهان الأزرق " قد يخلط أحيانا عند تناوله إما باللبن أو العسل أو الرائب و ذلك حسب إمكانيات و قدرة العائلة و قد يزين الطبق بمسحوق القرفة والسكر الناعم و"حلويات الدراجي " . مطاعم الرحمة تنتشر عبر بعض بلديات الولاية و لا حاجة لها بمعظم البلديات تتجلى بركات الرحمن في رمضان الكريم من خلال مطاعم الرحمة التي تفتح أبوابها للفقراء و عابري السبيل بكل من الأغواط و آفلو باعتبارهما من أكبر البلديات بالولاية لتوسعهم الكبير و اختلاطهم الذي لا تكاد تميز بين المقيم والسائح أما البلديات الأخرى فمن المحسنين من ينتشرون عبر الشوارع للبحث عن الغرباء و الظفر بإفطارهم و حبذا لو كان فقيرا أو يتيما أو معوزا أو عابر سبيل أين تقدم لهم أشهى المأكولات الموسومة بالبسمة و الترحاب قد لا تختلف كثيرا عن أيام الأشهر الأخرى لكن رمضان تميزه نفحات من الرهبة و الخشوع تضاعف من صنع الألفة والتضامن حيث لا يكاد بيت أن يخلو من الضيوف ، كما تساهم الجماعات المحلية و الجمعيات الخيرية و بعض الأحزاب و المنظمات و الكشافة الإسلامية و الهلال الأحمر الجزائري و كثير من المحسنين في كبريات المدن بفتح بيوت للرحمة تقدم وجبات ساخنة للإفطار الصائمين المعوزين و عابري السبيل حيث يتوقع مدير النشاط الاجتماعي أن تصل هذا العام إلى توفير أكثر من 05 بيوت للرحمة من شأنها أن تقدم أزيد من 16 ألف وجبة يومية منها نحو 09 آلاف وجبة محمولة . 85,6 مليون دج لاقتناء 17 ألف قفة رمضان بولاية الأغواط شرعت الأسبوع الماضي جل بلديات ولاية الأغواط في توزيع الحصة الأولى من قفة رمضان المقدرة ب 4680 قفة من أصل 17 قفة المسجلة ل 24 بلدية و التي سيتم توزيعها على دفعات إلى نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان ن حيث و في هذا الإطار أحصت مديرية النشاط الاجتماعي بالأغواط نحو 22800 عائلة معوز بالولاية من الذين تتوفر فيهم حقوق الاستفادة من الإعانات التضامنية الموجهة لهذه الفئة التي تشمل الفقراء و اليتامى و البطالين وذوي الدخل الضعيف و ضحايا المأساة الوطنية و المطلقات و الأرامل . . . ، و في هذا الخصوص أعدت ذات المديرية بالتنسيق مع مصالح الولاية و مختلف البلديات برنامجا خاصا يمكن من ضبط قوائم المستفيدين و ذلك من أجل ضمان حسن توجيه و تسيير المساعدات الاجتماعية و التضامنية التي رصد لها أكثر من 85,6 مليون دج لاقتناء أزيد من 17 ألف قفة بقيمة 05 آلاف دينار للقفة الواحدة موجهة لتلبية احتياجات الفئات المحرومة و هو ما من شأنه توفير بعض الاحتياجات الضرورية كالمواد الغذائية الأساسية و ما يتطلبه الصائم في الشهر الفضيل ، تندرج العملية حسب مدير النشاط الاجتماعي عيسى دكالي في إطار تكريس مبادرات التضامن مع العائلات المعوزة و الفقيرة خلال هذا الشهر الكريم ، و أشار ذات المتحدث أن الولاية اقتعت من ميزانيتها 25 مليون دج للمساهمة في العملية التضامنية و 56,6 مليون دج من ميزانيات البلديات و 03 ملايين دج من وزارة التضامن الوطني إضافة إلى 600 قفة التي ساهمت بها شركة سوناطراك ، و مقارنة بالسنة الماضية فإن مديرية النشاط الاجتماعي سجلت ارتفاعا محسوسا في عدد العائلات المعوزة الذي ارتفع هذه السنة بنسبة 07,5 % و هو ما استدعى رفع المبلغ المرصود لاقتناء قفة رمضان ، الذي ترتب عنه زيادة أكثر من 1600 قفة ، و أكد ذات المسؤول على أن هذه الإحصائيات تبقى مؤقتة في انتظار مساهمات المحسنين الذي قد يمكن من تعميم الاستفادة على المسجلين، ووصف السيد دكالي القفة بالمعتبرة لاحتوائها على 25 كلغ من السميد الممتاز و صفيحة زيت من فئة 05 لترات و رطل من السمن و05 كلغ سكر و 02 كلغ قهوة و 02 كلغ طماطم و 03 علب حليب مجفف و 02 كلغ روز و01 كلغ حمص ورطل زبيب و02 كلغ شربة شعرية . لهيب الأسعار يؤثر على القدرة الشرائية و لا ينقص من بركات رمضان تعرف أسعار المواد الاستهلاكية كعادتها في كل رمضان ارتفاعا كبيرا ، يؤدي إلى لهيبها في كل الأسواق حيث ينتهز التجار فرصة تحقيق الربح السريع غير مبالين بالتعليمات المحددة للأسعار و اللجان المسخرة لمكافحة المضاربة والاحتكار، وحسب بعض المواطنين أن لهيب الأسعار يسجل كل عام فتتناوله الصحف باهتمام و تقابله الحكومة بتعليمات صارمة تظل موقوفة التنفيذ و يمر شهر رمضان كالعادة بخيراته وبركاته متحديا جشع التجار والمواقف السلبية للدولة . يجمع بعض تجار الجملة والتجزئة في حديثهم أن ارتفاع الأسعار على أن لا علاقة لها بشهر رمضان و إنما لتزايد الطلب عليها من جهة ونقص المراقبة من جهة أخرى و كذا كثرة المضاربين الذين يتحينون الفرص و المناسبات لملء جيوبهم على حساب امتصاص و ابتزاز أموال من أسموهم بالطبقة الضعيفة و التي تمثل السواد الأعظم من المعوزين والفقراء والمحرومين ، تزامن لهيب الأسعار هذا العام مع لهيب حرارة الصيف التي عادة ما تبلغ في شهر أوت أوجها و هو ما يطلق عليه العامة اسم "الصمايم"، و مع تراوح حرارة الطقس بين 42 و 49 درجة مئوية، ارتفع مؤشر أسعار العديد من المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع ، لتبلغ ارتفاعا فادحا بالأسواق المحلية منذ أواخر شهر شعبان ، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من السكر إلى 80 دج على غرار مادة الزيت التي ارتقى سعر اللتر منها إلى 120 دج لعدم انسجام العرض مع الطلب الناجم عن استخدامهما في صنع مختلف أنواع الحلويات ومن أهمها الزلابية وقلب اللوز، كما قفزت أسعار اللحوم بشتى أنواعها حتى ال 100 دج في الكيلوغرام الواحد حيث وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى 340 دج و الديك الرومي إلى 500 دج و ذلك لتراجع حجم الإنتاج بسبب الحرارة الملتهبة و غلاء الأدوية والأعلاف غير المدعمة ، كما بلغ معدل سعر اللحوم الحمراء بين 600 و 850 دينار للكيلو غرام الواحد . و في هذا الخصوص ارتفع سعر لحم الماعز إلى 600 دج و الجدي إلى 650 دج أما لحم النعجة فقد تجاوز ثمنه ال 700 دج و يبقى لحم الخروف بعيد المنال عن أطباق من يصنفون ضمن قوائم الفئات الهشة من عديمي أو محدودي الدخل حيث بلع سعر الكلوغرام الواحد منه ال 850 دج، حتى اللحم المفروم و اللحوم المجمدة فقد ارتفع سعرها إلى 550 دج ، عزا التجار هذا الغلاء الفادح في أسعار اللحوم إلى احتكار مستوردي الدجاج من ولايات الشرق التي تمول ولاية الأغواط ، و كذا ارتفاع أسعار الماشية عبر الأسواق الأسبوعية حيث بلغ سعر الماعز بين 05 و 10 آلاف دج أما الغنم فبين 15 و 25 ألف دج أما الكبش والعلوش فلا مساس ، كما تساوت الزيادات بالنسبة لأسعار الخضر في كل من رحبة الزيتون و السوق المغطاة بوسط المدينة و سوق المقدر و سوق الواحات الشمالية و إن كانت أرحم بقليل من المحلات التجارية المنتشرة عبر أحياء و شوارع عاصمة الولاية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا باعتبارها سيدة المائدة إلى 50 دج، أما الطماطم والفلفل بنوعيه والجزر والكوسة فقد تراوحت أسعارها بين 60 و80 دج للكيلوغرام الواحد، ووصل سعر الكيلوغرام من البصل إلى 30 دج و البادنجان إلى 25 دج.