أفضى تجدد المواجهات بمنطقة الڤرارة بغرداية، إلى وفاة شاب، وإصابة عشرات الآخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك منذ ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، والتي تواصلت أمس، فيما تم تهجير المئات من العائلات، بعد تخريب مساكنها، وأحرقت العشرات من المحال التجارية والمركبات في مختلف أحياء البلدية. حسب المصادر التي أوردت المعلومات ل”الفجر”، فإن الاشتباكات اندلعت عقب صلاة التراويح، مخلفة قتيلا يبلغ من العمر 24 سنة، وأوضحت أنه تخللت هذه المواجهات أعمال حرق وتخريب لعشرات المنازل والمحلات التجارية والمركبات وواحات النخيل وتجهيزات ومرافق عمومية، مبرزة أن قوات مكافحة الشغب تنقلت إلى مواقع المناوشات لتفريق المتنازعين وإعادة استتباب الأمن بالمدينة، مستعملة القنابل المسيلة للدموع، وطائرة مروحية لمتابعة الأوضاع. من جهته، أصدر مجلس أعيان قصر الڤرارة، نداء استغاثة جراء تجدد المواجهات فور مغادرة وزير الداخلية والجماعات المحلية لولاية غرداية، والذي حضر في إطار الإعلان عن تشكيل لجنة للمصالحة والتنمية، لمعالجة الوضع المتردي في ولاية غرداية منذ قرابة السنتين، وهو البيان الذي وجه إلى رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى. يأتي هذا بعد أيام قليلة على تنصيب لجنة وزارية مشتركة مكلفة بدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع بمنطقة غرداية من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، الذي أكد أمام جمع من الحضور يتشكل من أعضاء المجتمع المدني والمنتخبين وأعيان ولاية غرداية، أن الدولة ستسهر على التطبيق ”الصارم” للقانون ضد كل من تخول له نفسه المساس بالنظام العام والتلاعب بمصير غرداية والعبث بمستقبلها. وفي ذات السياق قال رئيس جيل جديد، جيلالي سفيان، في اتصال مع ”الفجر”، إن السلطة لاتزال تمارس طريقة ”التعفن” لعلاج مشكلة غرداية، محملا السلطة مسؤولية الانزلاقات التي تحدث بالمنطقة، وطالب الوزير الأول عبد المالك سلال، بإنهاء الأزمة مثلما وعد بذلك خلال الحملة الانتخابية السابقة، معتبرا أن ما يحدث في المنطقة بداية لفشل وانهيار السلطة. .. ووفاة شخصين متأثرين بجروحهما الخطيرة بمستشفى بريان وتوفي أمس شخصان متأثرين بجروحهما من ضمن عشرات المصابين أثناء الاشتباكات التي تشهدها مدينة بريان، حسبما علمت ”وأج”، التي أوضحت أن الضحيتين يبلغان من العمر 30 و40 سنة، وأصيبا بجروح خطيرة جراء تعرضهما لمقذوفات حارقة قام برميها مجهولون، أثناء إجلائهما نحو مستشفيي بريان وغرداية وفق ذات المصادر.