أسفر تجدد المصادمات في مدينة غرداية، منذ أمس الأول الجمعة غلى سقوط قتيلين وجرح العشرات من الأشخاص بعد تجدد المناوشات وعمليات التخريب التي طالت 50 محلا ، قبل أن تتمكن قوات الأمن من توقيف العشرات من الأشخاص شخصا بينهم ملثمين، فيما تأكد مقتل شاب ثاني ، وتسجيل 190 اسرة منكوبة جراء الأحداث. أعلن خضير باباز الناشط والعضو في لجنة التنسيق ومتابعة الأحداث بغرداية ، مقتل شاب ثاني في المواجهات التي شهدها أمس الأول الجمعة وأوضح باباز، أن الضحية و هو الثاني في اليوم نفسه من ، المدعو "الحاج شعبان" البالغ من العمر ما بين 22 إلى 25 سنة، قد لفظ أنفاسه الأخيرة في وقت متأخر من ليلة الجمعة متأثرا بإصابته البليغة خلال المواجهات التي وقعت في كل من حي الحاج مسعود ومرماد بعاصمة الولاية، مشيرا أن مصالح الأمن تواصل التحريات من أجل الوصول إلى الفاعل. وكان قتل مساء الجمعة، شاب في ال22 من العمر، يدعى "ناصر ناصر" وأصيب شرطي بجروح خطيرة، وتمكنت مصالح الأمن من تحديد هوية الفاعل والقبض عليه ساعات فقط بعد هذه الحادثة المأساوية، وذكر مصدر أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بطلقات نارية بواسطة بندقية صيد أردته قتيلا في عين المكان. وقد ارتفعت حدة أعمال العنف والمناوشات بغرداية بين مجموعات من الشباب بعد ظهر الجمعة لتتواصل ليلة الجمعة إلى السبت عبر أحياء مختلفة من سهل ميزاب قبل أن تنتشر لتطال منطقة بريان وقد كانت عديد أحياء بلديات كل من غرداية وبنورة وضاية بن دحوة الواقعة بسهل ميزاب وكذا بريان مسرحا لهذه الأحداث التي عرفت أعمال عنف وتخريب ونهب وحرق إثر اشتباكات متفرقة بين مجموعات من الشباب. وتم تسجيل قرابة المائة إصابة بجروح منذ عودة هذه الأحداث الاثنين الماضي وفقا لما علم من مصدر طبي بمستشفى تريشين بغرداية. وقد تعرض نحو خمسون محلا ذي طابع تجاري وسكني وأربع حظائر للعتاد المتحرك ومقر محطة المعهد الوطني لحماية النباتات ونحو عشرون سيارة وثلاثون غابة نخيل للنهب والتخريب قبل أن يتم إضرام النيران بها من طرف شباب عبر أحياء غرداية وبنورة وضاية بن دحوة. وأثارت مشاهد المحلات التجارية المنهوبة والسيارات المحطمة والسكنات المتفحمة بفعل النيران قلق وفزع زوار وسكان غرداية ككل. "لقد أصبحت أعمال العنف والتخريب والتحطيم للممتلكات الخاصة والعامة متنفسا للشباب" يقول جامعي قبل أن يضيف متحسرا " هذه الأعمال اللامسؤولة لا يمكن تقبلها بأي حال من الأحوال''. ولا يتوان مئات الشباب الملثمين المدججين بالحجارة والزجاجات الحارقة على مستوى عديد الأحياء على تحطيم واجهات المحلات ونهب وتخريب وإحراق السيارات دافعين بذلك فرق مكافحة الشغب لاستخدام القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وقد كانت منطقة غرداية منذ نهاية السنة الماضية مسرحا للمناوشات المتكررة بين مجموعات من الشباب التي كانت تتراشق بالزجاجات الحارقة والحجارة وغيرها من المقذوفات. و قال ممثلون عن ضحايا عمليات التخريب في مدينة غرداية إن عدد الأسر التي فقدت بيوتها في أعمال العنف المتواصلة في المدينة يتعدى 600 أسرة الآن تضاف إليها أكثر من 400 أسرة تم تهجيرها من بيوتها بسبب العنف والتهديد لكن بيوتها لم تتعرض للتخريب ، وقال نعام مصطفى أحد ممثلي جمعية المنكوبين المالكيين العرب إن الجمعية أحصت 520 أسر ة بلا مأوى منها 350 أسرة تم حرق بيوتها وتخريبها، بينما تم تهجير 170 أسرة أخرى من بيوتها بسبب التهديد، وقال جنالي عبد الناصر هو أحد ممثلي المنكوبين الميزابيين إن 340 أسرة تعيش الآن حياة اللجوء بعد تخريب وحرق بيوتها كما أن 190 أسرة أخرى غادرت بيوتها خوفا من عمليات الحرق و التخريب، وتقيم العائلات التي تم تخريب بيوتها في مدينة غرداية في مدارس ولدى الأقارب وتعاني ظروفا مأساوية.