خلف أمس، هجوم إرهابي جبان على مركز متقدم لقوات الجيش الشعبي الوطني بجندل، بولاية عين الدفلى، مقتل 11 عسكريا، فيما تحدثت مصادر أخرى عن 13 قتيل، وعدد آخر من الجرحى. حسب ما نقلته مصادر ل”الفجر”، فإن الاعتداء الإرهابي الأول وقع في حدود منتصف النهار، عندما باغتت جماعة إرهابية مجهولة العدد، إطار في الجيش الشعبي الوطني برتبة رائد، كان متوجها إلى مقر الثكنة، حيث تمكن من النجاة من الكمين الإرهابي والدخول إلى الثكنة، بعدها حسب المصدر ذاته، خرج المركز المتقدم لذات الثكنة لأداء واجبه الوطني في مكافحة هذه الجماعة الإرهابية التي لم تسلم من زراعة الموت حتى في عيد الفطر المبارك ببلدية عين السلطان، دائرة جليدة، ولاية عين الدفلى، وهي الجماعة التي وقعت في كمين آخر للجماعة الإرهابية، ما أدى إلى وقوع ضحايا عسكريين تضارب عددهم بين 11 و13 قتيل من قوات الجيش الوطني الشعبي، في انتظار تأكيد الحصيلة رسميا من طرف المصالح المعنية. وعقب هذا الحادث الأليم طوقت مصالح الجيش الشعبي الوطني المكان وأطلقت حملات تمشيط واسعة امتدت إلى كل حدود ولاية عين الدفلى. ويعد هذا الحادث الدموي الشنيع بهذه الحصيلة الأول من نوعه منذ فترة، حيث لم تتمكن بقايا الجماعات المسلحة الناشطة في ولايات تعتبر آخر معاقل لها، من التحرك أو القيام بعملية من هذا النوع جراء سيطرة قوات مكافحة الإرهاب للجيش الشعبي الوطني بكامل القطاعات العسكرية على زمام الأمور والدليل على ذلك النتائج الايجابية التي حققتها هذه المصالح من خلال الإطاحة بعدد من الإرهابيين واسترجاع كميات هامة من الأسلحة وأداوت تستعمل في عمليات إرهابية خاصة بالحدود الشرقية المحاذية لليبيا التي تعرف وضعا أمنيا متدهورا. من جانبه، أكد الخبير الأمني علي الزاوي، خبر استهداف الجنود بعين الدفلى، موضحا ل”الفجر”، أن فلول الإرهاب حاولوا إحداث صدى إعلامي من خلال هاته العملية الإرهابية الدموية، لأن من أقدم عليها هم بقايا تنظيم الدعوة السلفية الذي يتبع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وليس التنظيم الإرهابي ”داعش”. وتابع زاوي، أنه ”لا وجود لإخفاق أمني، وما حدث كان متوقع بعد تشديد الخناق من طرف قوات الأمن والجيش على جيوب الإرهاب طيلة شهر رمضان”، مفنّدا أن يكون للعملية علاقة بجماعة الخلافة أو داعش أأو التهديد الإرهابي السابق، لأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يختلف عن هذا الأخير، ولكن الضربات المتتالية ستعصف بهم في القريب” على حد قوله. وقد ظهر الأسبوع الماضي، إرهابيين جزائريين في شريط فيديو جديد لتنظيم داعش، يهدد فيه بضرب الجزائر، وقد أخذت مصالح الأمن التهديد بجدية، حيث تشتبه في وجود شبكة تجنيد سرية لصالح تنظيم داعش، تعمل في العاصمة وضواحيها، بعد ظهور صور للإرهابي أبو حفص الجزائر ي، الذي كان ضمن لائحة المطلوبين للأمن، منذ أوت 2014 في شريط للتنظيم. وتمكنت قوات الجيش أواخر الشهر الماضي، من القضاء على إرهابيين اثنين في مدينة عين الدفلى، كما نشرت وزارة الدفاع، بيانا أعلنت فيه القضاء على 102 إرهابيين، وسجلت أثقل حصيلة في المنطقة العسكرية في الوسط، إذ تم القضاء على 66 إرهابيا، بينهم 24 إرهابيا قتلهم الجيش في منطقة البويرة، وصنفت هذه العملية كأكبر عملية منذ 15 سنة على الأقل. وذكر البيان أن هذه العمليات النوعية مكنت أيضا من استرجاع كميات كبيرة من الأسلحة بلغت 150 قطعة سلاح وإتلاف ما لا يقل عن 653 قطعة متفجرة.