لقيت العملية الناجحة التي قام بها الجيش الوطني الشعبي، حين نجح في اجتثاث ما يسمّى بتنظيم (داعش) من أراضي بلادنا إشادة كبيرة تجاوزت حدود التراب الوطني إلى الخارج الذي (رفع القبّعة) لأفراد المؤسسة العسكرية الذين فعلوا في وقت قصير ما عجزت عن فعله جيوش بلدان كبيرة في وقت أطول. كان صدى العملية الرائعة التي قام بها الجيش الوطني، والتي كللت بالقضاء على المدعو (خالد أبي سليمان) كبيرا في العالم، حيث تناقلت مختلف وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية بكثير من الاهتمام خبر وتفاصيل هذه العملية المتميّزة، مشيرة إلى احترافية جيشنا الوطني الذي يبقى بلا شكّ مفخرة للجزائريين. وقد تكلّلت العمليات الناجحة التي قامت بها قوات الجيش الوطني طيلة سنة 2014 بتوجيه ضربات موجعة لفلول الإرهاب في ولاية بومرداس بعد تضييق وغلق المنافذ في وجهها بفعل الانتشار والتمركز والتموقع الجيّد داخل المرتفعات الغابية، وكذا بفضل التنسيق الاستخباراتي الموجود بين مختلف مصالح الأمن، وهي الاستراتيجية التي تبنّتها الهيئات العسكرية، والتي مكّنت من القضاء على عدد من الإرهابيين، بينهم أمراء، والتي كانت آخرها يوم الثلاثاء، حيث توصّلت ذات القوات إلى الإطاحة بأمير (جند الخلافة) المكنّى (خالد أبو سليمان) في يسّر. وتعدّ أبرز العمليات الناجحة لقوات الجيش تلك التي حدثت في غابة سيد علي بوناب الحدودية، حيث تمكّنت من القضاء على 7 إرهابيين، بينهم أمير كتيبة (خالد ابن الوليد) والمدعو (ب. محمد) والمكنّى (إسحاق) البالغ من العمر 38 سنة، كما تمّ القضاء على إرهابي آخر في سيدي علي بوناب يعدّ أميرا لسرية سيدي علي بوناب (ز. صديق) المكنّى (خالد أبي الحمام) البالغ من العمر 37 سنة، والذي اِلتحق بالعمل المسلّح في سنوات التسعينيات. وتجنّدت قوات الجيش الوطني الشعبي منذ مطلع سنة 2014 لمواجهة الخطر الداهم للحدود الجزائرية وبؤر التوتّر التي تعرفها الدول المجاورة، حيث رفعت العملية الأخيرة التي أنهت (وهم داعش) في الجزائر حصيلة الإرهابيين المقضَى عليهم من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي إلى أكثر من 100 عنصر مسلّح، من بينهم امرأة، دون احتساب الإرهابيين المعلن عنهما من قِبل وزير العدل الطيّب لوح، واللذين تورّطا في مقتل الرعية الفرنسي (إيرفي غوردال) شهر سبتمبر الفارط. وحسب بيانات وزارة الدفاع الوطني فقد تفرّغت قواته لمهامه الدستورية المتمثّلة في حفظ أمن واستقرار البلاد وحماية الحدود والتصدّي لضربات الجماعات الإرهابية في الميدان، حيث تمكّن من القضاء على عدد هامّ من المسلّحين فاق عددهم 100 مسلّح، مع استرجاع كمّيات كبيرة من الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها، في عمليات تمشيط نوعية وكمائن متواصلة بمختلف النواحي، ترتكز أغلبها في الناحية العسكرية الأولى شرقي العاصمة في ولايات تيزي وزو والبويرة وبومرداس، المعروفة بنشاط عناصر ما يسمّى بقايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتنظيم الجديد (جند الخلافة) الذي يزعم نشاطه في الجزائر، إلى جانب الحدود الجنوبية التي تعرف محاولات تسلّل يومية. كما ترتكز عمليات الجيش على الشريط الحدودي الجنوبي مع كلّ من مالي، النيجر، ليبيا وتونس. وكانت آخر عملية لأفراد الجيش الوطني الشعبي القضاء على ثلاثة إرهابيين قبل أيّام بولاية بومرداس، منهم مجرم خطير مبحوث عنه منذ سنة 1995. العملية مكّنت قوات الجيش من استرجاع كمّيات معتبرة من البنادق والأسلحة النّارية والمتفجّرات والذخيرة، بالإضافة إلى وسائل تفجير وأغراض أخرى تمّ تدميرها في عين المكان. وتأتي عمليات تصفية بقايا الجماعات الإرهابية في خضّم رسائل الوعيد التي أطلقها قائد أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد فايد صالح عبر مجلة (الجيش)، وكذلك خرجاته الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية، والتي ألحّ فيها على مواصلة مكافحة الجماعات الإرهابية وتعقّبها أينما وجدت إلى غاية تطهير التراب الوطني منهم، حاثّا الجنود على بذل المزيد من الجهد واليقظة والاستعداد الدائم للتصدّي لكلّ محاولات المساس بأمن واستقرار البلاد.