هاجم رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، محمد عبدالهادي علاّم، في مقال نشر في عدد الصحيفة ليوم الجمعة، السياسة السعودية في الشرق الأوسط، على خلفية اللقاء الأخير الذي تم بين العاهل السعودي ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ”حماس”، قائلا إن فيها تقوية لشوكة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي، وترويج للتحالف معها. ووصف علاْم التقارب بين السعودية والإخوان بأنه ”جهل وقصر النظر واستعباط سياسي”، مشيرا إلى الخطر الذي يمثله على الأمن القومي لدول المنطقة. ونوه علاّم برفض الإمارات التقارب مع الإخوان قائلا: ”في المقابل، تقف دولة الإمارات صلبة وقوية في موقفها المبدئي الرافض لتلك الرؤية المتقلبة في التعامل مع الجماعة، وتساند الموقف الرسمي والشعبي المصري بلا تردد أو خشية من أحد”. كما انتقد صاحب المقال الاعتماد السعودي على ”الصديق الأمريكي” الذي وقع أخيرا اتفاقا مع إيران التي ترى السعودية أنها تنفذ مخططا توسعيا في المنطقة. وهاجم حركة حماس قائلا أنها ”باعت مصر من أجل سورياوإيران، ثم باعت إيرانوسوريا من أجل حماية مشروعها والدعم الأمريكي الصهيوني لمشروع الفوضى الإقليمية”. وأضاف أن ”استقبال قادة حماس في عواصم عربية لن يخدم الدول التي فتحت لهم أبوابها لأن الحركة اعتادت تغير صفها خدمة لأهدافها وليس أهداف القضية الفلسطينية التي أضحت حماس تمثل خنجرا في ظهرها حيث لم يعد يمكن الوثوق في توجهاتها”. وتابع: ”لا يجب أن ننزلق أكثر إلى مستنقع توظيف الإسلام السياسي لخدمة المصالح الأمريكية أكثر وأكثر، فقد انطلقت عملية التوظيف من أفغانستان قبل أكثر من ثلاثة عقود، وتوجت بمساهمة المرتزقة الأفغان والعرب في عملية إسقاط الاتحاد السوفيتي السابق، فكانت المكافأة نقل أنشطة تلك التنظيمات إلى قلب العالم العربي في مرحلة لاحقة قبل وقوع صدام بين الدولة الراعية والأصدقاء السابقين انتهى بهجمات سبتمبر الإرهابية”. وهاجم علاّم ”الإسلامي السياسي” الذي قال إنه أدى إلى تلك الكارثة الكبرى التي تطيح بدول اليوم، في كل من العراقوسوريا وليبيا واليمن، مؤديا إلى حروب أهلية وتقسيم طائفي مقيت وانهيار للدولة المركزية وضحايا بمئات الآلاف ومشردين بالملايين في واحدة من المآسي الكبرى في التاريخ الحديث. ليعود إلى مهاجمة السعودية قائلا: ”تكرار تجارب توظيف جماعات الإسلام السياسي في مواجهات إقليمية جديدة رغم تزايد النفوذ الإيراني هو إعادة تجربة أفغانستان، ولن تأتي في مصلحة المنطقة ولن تفيد القوى العربية الطامحة إلى بناء تحالف جديد ضد طهران، بل سنجني مزيدا من التعاسة السياسية وهدر الموارد دون طائل”. وتأتي انتقادات علاّم أياما بعد هجوم الكاتب المصري محمد حسنين هيكل على المملكة العربية السعودية في حديث مطول مع صحيفة السفير اللبنانية، نشر الثلاثاء الماضي، ووصف نظامها بأنه متخلف وغير قابل للبقاء، وهامشي، كما انتقد الملك سلمان شخصيا، قائلا إنه ”ليس حاضرا بما يكفي”. لكن هيكل بالمقابل مدح إيران وحزب الله، وقال إن حزب الله يدافع عن نفسه في سوريا، فيما كشف أيضا أن ”مصر تسعى للتقارب مع إيران”، إلا أن ضغوطا تمارس على السيسي لثنيه عن هذا التقارب. وأكد أن العداء بين واشنطنوطهران سيستمر رغم الاتفاق النووي، لافتا إلى أن إيران تبقى المتحدي الوحيد للسياسة الأمريكية في المنطقة، وأن ”السعودية ودول الخليج (الفارسي) أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي. وزير الخارجية الإيراني يزور اليوم الكويت وقطر والعراق وفي شأن ذي صلة، يجري وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، زيارة لثلاثة لبلدان خليجية، تشمل الكويت وقطر والعراق، في إطار جولة إقليمية، تبدأ اليوم. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن ظريف سيجري مباحثات مع نظرائه في البلدان، التي يعتزم زيارتها. وأشار البيان أن ظريف سيتناول مع مسؤولي البلدان المذكورة الاتفاق النووي الموقع بين بلاده والمجموعة الدولية، فضلا عن بحث العلاقات الثنائية وآخر تطورات الوضع في المنطقة. وتوصلت إيران والمجموعة الدولية (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا)، في 14 جويلية الجاري، إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي بعد سنوات من المفاوضات المتقطعة. وأقر مجلس الأمن مشروع قرار يوافق على الاتفاق ويرفع العقوبات الأممية على إيران تدريجيا.