شخّص رئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، حالة النخب الجزائرية في التنمية وخدمة البلاد رغم ارتفاع أعداد المتعلمين منذ الاستقلال، محملا المسؤولية لنظرة نظام الحكم وعدم شرعية المؤسسات السياسية. وقال أمس، أحمد غزالي، في ندوة الجامعة الصيفية لحركة النهضة بجيجل، إن واقع النخب الجزائرية يتغير باستمرار، وإن الركيزة الأساسية في خلق النخب هي ”العلم والتربية”، مبرزا أنه عشية الاستقلال كان عدد الطلبة الجزائريين في الجامعة 500 طالب، أما اليوم فيبلغ 1.5 مليون طالب، وفي 1962 كان عدد التلاميذ 300 ألف تلميذ، 5 بالمائة منهم إناث، واليوم تجاوز 8.5 مليون، ”لكن رغم هذه الإحصائيات الإيجابية لم تتطور الجزائر”، متسائلا أين يكمن الخلل؟ وحصر رئيس الحكومة الأسبق الخلل في عدة سلبيات، أولها عدم شرعية المؤسسات، ثم ”احتقار نظام الحكم للشعب الجزائري واعتباره شعبا قاصرا”، مشيرا إلى عدم احترام القوانين من قبل السلطة في كل المجالات، وأهمها خرق الدساتير وهو أعلى وثيقة سامية، وخرق إرادة الأمة من خلال تكريس التزوير وعدم المحاسبة عليه، ونهب الثروات المالية والباطنية باسم القانون وخارج القانون. وقال غزالي إن الجزائر البلد الوحيد الذي لا يحاسب فيه المسؤول عما يفعل، ولا يسأل عما لا يفعل، الأمر الذي خلق حالة التسيب. وحول الحلول المقترحة للخروج من هذه الوضعية، أجاب المتحدث بأنه يكمن في تغيير النظام بطرق سلمية حضارية بعيدا عن العنف، ومن خلال دور النخب في إحداث وعي حقيقي وسط الجماهير وتحسيسهم بمدى خطورة ممارسات نظام الحكم ومآلاته.