أكد موهوب بوسكسو، رئيس جمعية ”ابتسامة” ببني ورتلان ولاية سطيف، أن عملهم الجمعوي يقدم خدمة ذات منفعة عامة، خاصة بعد تجسيد المركز النفسي البيداغوجي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي عزز بتفعيل مشروع ”المزارع العلاجية”، مشيرا إلى أن جمعيته تعد الوحيدة على المستوى الوطني التي اعتمدت على هذا النظام، وتعمل بالشراكة مع فريق فرنسي مختص لتطوير نشاطات الجمعية في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قدر عددهم ب 95 بالمائة من الناحية الذهنية. صرح موهوب بوسكسو، في اتصال مع ”الفجر”، أن إدماج فئة المعاقين في المؤسسات العمومية بنسبة 1 بالمائة تعتبر نسبة قليلة جدا، مقارنة بعدد المعاقين الموجودين إلى جانب إمكانياتهم التي تؤهلهم لتحصيل مردودية عمل لا تقل أهمية عن الأشخاص العاديين، حيث تقوم جمعية ”ابتسامة” بإفراز ما يكمن في داخلهم من مواهب وفق برنامج تربوي ثقافي معتمد من قبل الوزارة الوصية، ويتم الاعتماد على ”مبدأ تفريد التربية” بتكييف المدرسة للمعاق وليس العكس. ليشمل التكفل بالمعاقين نظام ”المزارع العلاجية” الذي يعتبر نموذجا احتلت بفضله الجمعية الصدارة أمام نظيراتها في مجال رعاية المعاق، مؤكدا بوسكسو أن المركز البيداغوجي يفتح أبوابه للذين يبلغ عمرهم من 16 إلى 18 سنة، وبعد التخرج من المركز يدخل دور المزارع العلاجية الذي يمنح لهذه الفئة فرصة الاستمرارية في التكوين. وقد نالت ”المزارع العلاجية” اعتماد وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة بصفتها نموذجا علاجيا لذوي الاحتياجات الخاصة، كونها تأخذ المعاق إلى الجو الخارجي عن طريق تكوينه في المجال الفلاحي، ليتركز النشاط على مستوى مزرعة يتم تعليم المعاق فيها تقنيات النشاط الفلاحي مع مرافقين له. جاءت فكرة المزارع العلاجية من قبل رئيسها موهوب بوسكسو بعد أن طرح سؤالا وجيها: ”ما مصير الطفل المعاق ذهنيا بعد 18 سنة؟”. وقد تم تحويل ما مقداره 2500 متر مربع من مساحة المركز البيداغوجي التربوي إلى مزرعة بيداغوجية، وتلقى 15 مختصا تكوينا خاصا لتكوين وتوفير الظروف الملائمة لهذه الفئة، حيث يضم المركز حاليا 80 طفلا سيتم تحويلهم إلى عمل المزرعة مستقبلا للمساهمة في ادماجهم اجتماعيا ومهنيا. نوه موهوب بوسكسو أن اختيار بني ورتيلان لإنشاء المركز راجع للعدد الكبير من ذوي الاحتياجات الخاصة بها، لتصنف إعاقة ما نسبته 95 بالمائة منهم إعاقة ذهنية. وفي رده على سؤالنا حول سبب وجود عدد كبير من هذه الفئة بالمنطقة، أكد أن زواج الأقارب شائع فيها، إضافة إلى ضعف ثقافة الوقاية من أسباب الإعاقة لدى سكانها، مثل الحمى التي تؤدي إلى الإصابة بالعمى. كما أشار أن تأسيس المركز لم يكن إلا بعد انتهاج طريقة الاستكشاف برؤية المعاقين في عقر دارهم، ليتم تصنيفهم بعدها حسب الإعاقة، الجنس، العمر، وكذا المستوى الثقافي.