إستمتع جمهور مدينة قسنطينة، نهاية الأسبوع الفارط بالمسرح الجهوي لقسنطينة، بقراءات شعرية رائعة في الليلة الثالثة للشعر العربي، والتي خصصت هذه المرة للمغرب ضمن برنامج تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015. ونشط الليلة المغربية للشعر التي جاءت تحت شعار ”الشعر والتراب”، خمس شاعرات وشعراء، من بينهم محمد بنطلحة الذي يوصف بأنه صانع ماهر للنص الشعري العربي، حيث اختار موضوع الجسر تكريما لمدينة الجسور قسنطينة، ووصف هذا الشاعر الموهوب كذلك العلاقات التي عادة ما تكون معقدة بين الرجل والمرأة، والتي يرمز إليها بهذه الجسور التي قال أنها ”توحد وتفصل في نفس الوقت”. وقرأ الشاعر ياسين عدنان ”أرواح” من مجموعته ”فرح البنات”، واصفا الرجل الحرباء المتقلب القادر على التأقلم هنا وهناك والذي يظهر بوجوه مختلفة. ومن جهتها قدمت إيمان الخطابي قراءات من مجموعتها ”البحر في بداية الجزر” وصفت من خلالها مرارة الحياة والحزن أمام الوضعيات الصعبة. كما عبرت عن أحاسيس عفوية تحرك الإنسان باستعمال كلمات جذابة ومنتقاة بدقة، ووصفت بدورها صباح دوبي من خلال ”زاد وسفر” المرأة الواثقة من نفسها، فيما تبحث عنه في مجتمع يمارس الاضطهاد ويريد خنق حتى الأحاسيس الطبيعية المحضة. واستضافت الليلة المخصصة للشعر العربي، الشاعر محمد الصالحي الذي من خلال ”سحر” لمجموعته ”الوخز بالإبر” صور ذكريات وروائح مدينة يسكنها الإنسان بلغة شعرية جد مؤثرة. وحضر أيضا في الليلة الشعرية كذلك الشاعرة الجزائرية لميس سعيدي، والشاعر الجزائري أحمد عبد الكريم اللذين أمتعا الجمهور بمختارات من أشعارهما. وللإشارة سينشط على مدار أشهر السنة الجارية وبتنظيم من دائرة الكتاب والأدب لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015، مائة شاعر وشاعرة من البلدان العربية، إلى جانب آخرين من الجزائر ليالي شعرية تهدف الى التقارب والتعايش.