استمتع الجمهور الذي حضر بالمسرح الجهوي لقسنطينة بقراءات شعرية رائعة في الليلة الثالثة للشعر العربي التي خصصت هذه المرة للمغرب، وذلك ضمن برنامج تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015. وتحت شعار "الشعر والتراب" نشط الليلة المغربية للشعر خمس شاعرات وشعراء من بينهم محمد بن طلحة الذي يوصف بأنه صانع ماهر للنص الشعري العربي حيث اختار موضوع الجسر، وذلك تكريما لمدينة الجسور قسنطينة. ووصف هذا الشاعر الموهوب كذلك العلاقات التي عادة ما تكون معقدة بين الرجل والمرأة والتي يرمز إليها بهذه الجسور التي توحد وتفصل في نفس الوقت. وبعد ذلك جاء دور مواطنه ياسين عدنان الذي وبعد أن عبر عن سعادته بزيارة قسنطينة مرة ثانية بعد 24 سنة قرأ "أرواح" من مجموعته "فرح البنات"، واصفا الرجل الحرباء المتقلب القادر على التأقلم هنا و هناك والذي يظهر بوجوه مختلفة. ومن جهتها قدمت إيمان الخطابي قراءات من مجموعتها "البحر في بداية الجزر" وصفت من خلالها مرارة الحياة والحزن أمام الوضعيات الصعبة. كما عبرت عن أحاسيس عفوية تحرك الإنسان، وذلك باستعمال كلمات جذابة ومنتقاة بدقة. أما صباح دوبي ومن خلال "زاد و سفر" وصفت المرأة الواثقة من نفسها فيما تبحث عنه في مجتمع يمارس الاضطهاد يريد خنق حتى الأحاسيس الطبيعية المحضة. كما استضافت تلك الليلة المخصصة للشعر العربي الشاعر محمد الصالحي الذي من خلال "سحر" لمجموعته "الوخز بالإبر" صور ذكريات وروائح مدينة يسكنها الإنسان، وذلك بلغة شعرية جد مؤثرة. ومن بين المدعوين لتك الليلة كذلك الشاعرة الجزائرية لميس سعيدي والشاعر الجزائري أحمد عبد الكريم اللذين أمتعا الجمهور بمختارات من أشعارهما.