تحتفل مدينة قسنطينة، بعدد من الوجوه الشعرية والأدبية من المغرب، وذلك يوم الخميس 30 جويلية الجاري، في مسرح قسنطينة الجهوي، بمناسبة "ليلة المغرب" ضمن ليالي الشعر التي تنظمها الجزائر خلال فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". وتتواصل ليالي الشعر العربي على مدار سنة، حيث سيشارك ما يقارب 100 شاعر مغربي وعراقي ويمني وتونسي، وآخرين من بلدان الخليج العربي، إلى جانب شعراء جزائريين في تنشيط سهرات شعرية موضوعاتية نهاية كل شهر، في جو من شأنه فتح آفاق التقارب الفكري والإبداعي بين الشعراء. ويشارك في "ليلة المغرب" الشعرية بالجزائر، الشعراء محمد بنطلحة، وياسين عدنان، ومحمد الصالحي، وصباح الدّبّي، وإيمان الخطابي، ولأن العادة جرت بأن يستضيف شاعران من الجزائر الضيوف العرب، تمّ اختيار الشاعرين أحمد عبد الكريم، ولميس سعيدين لاستضافة الشعراء. ويقول عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، في ورقة بهذه المناسبة، إن قسنطينة تحتفي بشعراء المغرب الشقيق، سفراءُ الثقافة العربية"، مشيرا إلى أنهم "قرّاءُ الحداثة والسبّاقون إليها من كتاب وشعراء وروائيين"، مضيفا "نتنفس عطرا أطلسيا من حدائق محمد بنيس، والطاهر بن جلون، ومحمد شكري، وحسن نجمي، وعبد الكريم الطبال، ومحمد برادة. . ويتابع الوزير "نلمح كوكبا شعريا لعبد الرفيع الجواهري، تأتينا من نوافذ هذه الليلة الشعرية نسمات ناس الغيوان وجيل جيلالة، وأصوات عبد الوهاب الدكالي، ولطيفة رأفت، وكثيرون ممّن علّموا المشرق العربي أنّ الشعر ليس فقط القصيدة، وبأن الشعر هو الحياة، وهو الموسيقى والرواية والصوتُ المتفرّدُ". وأقر الوزير بأن الشعر المغربي قدم للثقافة العربية الكثيرَ من الإضافات التي نتجت عن ساحة ثقافية متّزنة، ترتكزُ على تراثٍ كبير وترتفع على أعمدة من الحداثة، لكنها تركت سقفها مفتوحا على العالم، منفتحا على سماوات مختلفة من الثقافات الإنسانية الكبيرة التي أثثت ديكور البيت الثقافي المغربي بكثير من الأسئلة. "لقد أدرك الشعراء المغاربة أنّ السؤال هو القيمة المعرفية الكبيرة التي يجب الارتكاز عليها في بناء الذات الشعرية المغربية، لذلك كانت الأسئلة بالنسبة إليهم أهم من الإجابات الجاهزة المستهلكة، وما أحوجنا اليوم في عالمنا العربيّ إلى معرفة سؤالنا الجوهريّ الحقيقي" يورد الوزير. أما بوزيد حرز الله، المشرف على ليالي الشعر العربي، وفق ما ورد في كاتالوغ الدورة، فقد أثنى على المشهد المغربي لخبرته في الاحتكاك بالشعر، قراءة وترجمة وكتابة، وقال إنه بات من المشاهد المتميزة في هذا الفن، عربياً ومتوسطياً"، مضيفا أن ذلك رافقته تراكمات صحية في الفكر والفنون، حتى صار المتن يجمع بين الجماليات والمعرفة". وأوضح حرز الله أن نصوص محمد بنطلحة، وياسين عدنان، ومحمد الصالحي، وإيمان الخطابي، وصباح الدبي، بقدر ما تختلف في آفاقها، ذلك أن لكل نص من نصوص هذه النخبة شغفَه بأفق لغوي ومعماري وجمالي، بقدر ما تشترك في حرقة الأسئلة في التعاطي مع أبجديات الوجود. وستشهد الليلة المغربية مفاجأة خاصة، جاءت على شكل التفاتة وفاء لروح الفوتوغرافي المغربي الراحل أحمد غيلان، حملت توقيع الشاعر ياسين عدنان، والذي وصفه ب"ابن أصيلا الذي استقر في البيضاء، وصديق المثقفين المغاربة والعرب، وكان دائما هناك يلتقط التفاصيل بعينه الثالثة التي لا تتوقف عن الوميض".