نقلت وكالة رويترز، أمس الأول، خبر احتمال ارتفاع واردات الجزائر من الحبوب هذا العام نتيجة توقعات ضعف محصول البلاد هذا العام. وحسب ما نقلته رويترز عن مصدر من وزارة الفلاحة، فسيكون هذا الموسم سيئا بسبب نقص تساقط الأمطار وشحها خلال موسم نثر البذور وفي شهر أفريل، مضيفة أن الإنتاج سيبلغ نحو ثلاثة ملايين إلى 3.5 مليون طن خلال العام الجاري. وكان محصول الجزائر قد بلغ 3.4 مليون طن في عام 2014 و4.9 مليون طن في عام 2013. إذ تعد الجزائر أحد أكبر البلدان المستوردة للحبوب في العالم وبلغ متوسط الواردات خمسة ملايين طن سنويا في السنوات الخمس الماضية، مع صعود الواردات إلى 7.4 مليون طن في 2011 وإلى 6.9 مليون طن في 2012. وستضر زيادة الواردات المالية العامة للبلاد في ظل انهيار سعر برميل النفط وتراجع إيراداته. وأظهرت أرقام رسمية أن الجزائر تنفق على الأغذية وبصفة خاصة الحبوب 20 في المئة من إجمالي إنفاقها السنوي البالغ 60 مليار دولار على الواردات. فرغم الجهود التي تبذلها الدولة للتقليل من فاتورة الواردات خاصة القمح الذي أصبح يأخذ حصة الأسد من أموال الخزينة العمومية لاقتنائه من الخارج، وبالرغم من أن بلادنا تمتلك إمكانيات فلاحية تؤهلها لتكون قطبا فلاحيا لتصدير القمح والحبوب بامتياز، إلا أنها احتلت المرتبة الثانية عالميا من حيث استيراد الحبوب، فقد فاقت الكمية المستوردة 8.5 مليون طن سنويا. وحسب البيانات التي كشفت عنها مؤسسة العلاقات الدولية والإستراتيجية والمتعلقة بالاستهلاك العالمي للقمح مؤخرا، تحتل الجزائر المرتبة الثانية عالميا في استيراد الحبوب والتي تفوق 8.5 مليون طن سنويا في حين تشكل مصر المستورد الأول عالميا بأكثر من 10 ملايين طن سنويا. وأوضح سيباستيان أبيس، خبير في الجغرافية السياسية للقمح العالمية، إلى أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تحوي 6٪ من سكان العالم تستقطب ثلث مشتريات القمح، حيث تشكل مصر المستورد الأول عالميا، تليها الجزائر والمغرب وتونس والعراق وإيران وسوريا واليمن والسعودية، مضيفا أنه من الجزائر إلى مصر تسجل نسبة الاستهلاك الأعلى في العالم بما يعادل 100 كلغ من القمح لكل شخص سنويا، وهذا يشكل ضعفي النسبة في الاتحاد الأوروبي وثلاثة أضعافها في سائر مناطق العالم. وتنتج خمس دول أكثر من نصف القمح العالمي وهي الهند، الصين، روسيا، الولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، تضاف إليها عدة دول مصدرة هي كندا وأستراليا وأوكرانيا وتركيا. هذا النادي ”85٪ من الإنتاج العالمي” يساهم في تغذية سوق عالمية تستهلك 160 مليون طن سنويا بقيمة حوالي 50 مليار دولار، لكن أمام تضاعف الطلب بقوة تعاني السوق من نقص مرة كل سنتين، أي عندما يقل إنتاج القمح العالمي الذي بلغ 720 مليون طن في2014 عن الاستهلاك ينبغي اللجوء إلى المخزون.