من المرجح أن تخفّض الجزائر وارداتها من الحبوب بمقدار النصف بعد ظروف جوية مواتية رفعت التوقعات بحدوث تحسن كبير في المحصول المحلي هذا العام. استفادت الجزائر، وهي من أكبر البلدان استيرادا للحبوب في العالم، هذا العام، من زيادة الأمطار في جميع مناطقها المزروعة بالقمح وتتوقع الحكومة إنتاجا أفضل من العام الماضي. وقال رشيد بن عيسى، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، دون أن يذكر أرقاما إن الإنتاج سيكون جيدا في الجزائر هذا العام نظرا للطقس الجيد. وقال محمد عليوي، أمين عام اتحاد الفلاحين الجزائريين، إن هذا العام سيكون ممتازا. وبلغ إنتاج الجزائر من الحبوب العام الماضي 5.1 مليون طن دون التوقعات عند 5.8 مليون طن، وعزت الحكومة ذلك إلى عدم كفاية كميات الأمطار، إضافة إلى موجة حارة وحرائق أثرت على بعض المناطق. وعادة ما يؤثر الجفاف في الجزائر على المناطق الغربية. وقال بن عيسى إن الإنتاج سيكون جيدا جدا في المناطق الغربية بخلاف الأعوام السابقة معربا عن أمله في خفض الواردات. وبلغت واردات الجزائر من الحبوب خمسة ملايين طن في المتوسط سنويا على مدى الخمس سنوات السابقة. وتظهر الأرقام الرسمية أن إجمالي واردات القمح تراجع 7.32 في المئة إلى 1.873 مليون طن في الأربعة أشهر الأولى هذا العام عن الفترة المماثلة من العام الماضي. وتستورد الجزائر بشكل رئيسي القمح اللين وفرنسا هي أكبر مورديها. ومن المتوقع أن تشتري تونس، رغم أنها مستورد صغير للحبوب بين دول شمال أفريقيا، كميات أكبر بعد توقعات بانخفاض المحصول المحلي 30 في المئة. ويتوقع عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي أن يصل محصول الحبوب في المغرب هذا العام إلى 9.7 مليون طن، منها 5.2 مليون طن من القمح اللين. ويشكل ذلك زيادة قدرها 90 في المئة عن محصول عام 2012 البالغ 5.1 مليون طن حينما تضررت البلاد من الجفاف وهو ما أدى إلى هبوط محصول القمح اللين إلى 2.74 مليون طن. ودفع هبوط الإنتاج الحكومة لاستيراد كميات ضخمة خلال الستة أشهر السابقة. وتضمن محصول العام السابق 4.17 مليون طن من القمح اللين و1.85 مليون طن من القمح الصلد. وقال أخنوش هذا الأسبوع متمسكا بتوقعات أعلنت في أبريل نيسان إن محصول المغرب من القمح اللين سيصل إلى رقم قياسي قدره 5.2 مليون طن. وفي محاولة لضمان امدادات منتظمة من القمح اللين جمدت الحكومة الرسوم على واردات السلع الأولية وقدرها 17 في المئة من أكتوبر العام الماضي حتى أبريل. ولم تمدد الحكومة هذا الإجراء. وتونس متشائمة حول المحصول هذا العام نظرا لشح الأمطار. وقال محمد بن سالم وزير الفلاحة التونسي إن إجمالي إنتاج تونس من الحبوب سيتراوح بين 1.4 و1.5 مليون طن انخفاضا من 2.2 مليون طن في 2012. وبلغ محصول الحبوب في تونس 1.7 مليون طن في المتوسط سنويا على مدى العقد السابق وتستورد البلاد التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون شخص القمح اللين والشعير بصفة رئيسية. وقال ديوان الحبوب التونسي إن واردات البلاد من القمح اللين والصلد والشعير ستبلغ نحو 1.5 مليون طن من يناير كانون الثاني إلى ديسمبر هذا العام.