أرجع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من ليبيا، إلى الانشقاقات من الجناح الجهادي المحلي لتنظيم ”أنصار الشريعة في ليبيا”، والتسويات التي توصل إليها تنظيم ”الدولة الإسلامية في ليبيا” مع القبائل المحلية، وكذا انضمام أنصار معمر القذافي في سرت إلى التنظيم، أو رضوخهم لاستيلائه على المنطقة. ناقش معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مستقبل تنظيم الدولة في ليبيا، بعد سيطرته الكاملة على مدينة سرت ”دون فصائل متمردة تنافسه على السلطة”، بالرغم من خسارته في درنة منتصف جويلية، حيث أرجع الباحث المختص بشؤون الجماعات الجهادية في المعهد، هارون زيلين، ذلك إلى عدة أسباب أهمها، الانشقاقات من الجناح الجهادي المحلي لتنظيم ”أنصار الشريعة في ليبيا”، والتسويات التي توصل إليها تنظيم داعش في ليبيا مع القبائل المحلية، وانضمام أنصار الرئيس السابق معمر القذافي من مسقط رأسه في سرت إلى التنظيم، أو رضوخهم لاستيلائه على المنطقة، بطريقة مماثلة لما قام به البعثيون سابقا في العراق. وأشار زيلين إلى أن ذلك يؤهل سرت لأن تكون عاصمة التنظيم في ليبيا، مثل الرقة في سوريا، والموصل في العراق، على حد قوله. داعش يقوم على أنقاض أنصار الشريعة وأوضح هارون زيلين أن تنظيم الدولة في ليبيا بنى نفسه من ”أنصار الشريعة” الذي انتقل من بنغازي، بعد أن أقنعه بتقديم البيعة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي في أواخر خريف 2014، مما مهد له البناء وتوظيف نفوذه في سرت، التي انتقل إليها بعد بنغازي من أواخر جوان 2013. وأوضح زيلين أن التنظيم وفر دوريات أمنية في أحياء متعددة وفي ”جامعة سرت”، وحل إشكالات بين القبائل، وأعاد سيارة مسروقة إلى مستشفى، ونظم السير، ونظف الطرقات، كما عمل على تنفيذ ”التعزير” بنظام الحسبة، وصادر المخدرات والسجائر والكحول وأتلفها، ما يدل على أنه استفاد من وجود أنصار الشريعة القوي في سرت عند دخولها. وأوضح زيلين أن تركز تنظيم الدولة في سرت دفع أنصار الشريعة في بنغازي وأجدابيا ودرنة للتركيز على توفير الخدمات والعدالة والأمن، محذرا من اندلاع حرب بين التنظيميين الجهاديين، داعيا الولاياتالمتحدة للاهتمام بتمدد تنظيم الدولة في سرت، بالرغم من هزيمته في درنة.