تردد خبر تأجيل لية مصر وحرز الله يؤكد قيامها في موعدها بعد أن كان الجميع يظن بأنها زوبعة في فنجان وستمر الأمور بسلام، ولكن الضجة التي أثيرت بخصوص البيان الذي وقعه مجموعة من الشعراء الجزائريين والمغاربة أخذت منحى آخر، والدليل تداول خبر تأجيل ليلة مصر التي كان من المزمع تنظيمها في نهاية الشهر الجاري وهو الشيء الذي نفاه صاحب ليالي الشعر الشاعر بوزيد حرز الله الذي كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بأن الليلة ستقام في موعدها فاتحا باب السؤال حول مصير باقي البرنامج حين قال ”باقي الليالي اسألوا محافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية فهم من يملكون مصدر القرار”. وكشفت مصادر موثوقة من داخل مبنى هضبة العناصر أن الوزارة أعطت انطباعا ممهدا لإلغاء التظاهرة بعد الحبر الكثير الذي سال فور إصدار البيان الموقع من طرف شعراء من الجزائر والمغرب بعد ليلة الشعر المغربي في قسنطينة، وهو الأمر الذي استغلته منابر إعلامية مغربية لتشويه صورة الجزائر، حيث روجت بأن الشعراء الجزائريين يقفون ضد سياسة بلدهم اتجاه المغرب خاصة مسألة غلق الحدود، وهو الأمر الغير صحيح بما أن شعراء الجزائر وقعوا البيان بدون أي خلفية، حيث نص البيان على أن الجزائريين والمغاربة كابدوا لعنة الاستعمار، وأبان رجالات الحركة الوطنية في الجزائر والمغرب عن الكثير من البطولة في نضالهم المرير من أجل التحرر، نضال ووعي منذ الثورة بأن لا سبيل إلى الحرية والاستقلال خارج خيار التضامن والوحدة بين شعوب المنطقة. ومما جاء في البيان كذلك ”إذا كانت السياسة وتقلّباتها قد تجد أكثر من مبرّر لإذكاء الخلافات العابرة، مهما عمّرت طويلا، إلا أننا نحن الشعراء والأدباء الملتئمين في ليلة الشعر المغربي هنا بقسنطينة، من البلدين، نهتم بالأساس الذي يشكل وجدان شعوبنا، هذا الأساس الذي انصهر عبر تاريخ من الكفاح نتشبث به لرأب صدع حلمنا الجماعي وتجسير الهوة بين بلدينا، ونحن في مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، لترميم مصيرنا المشترك من أجل مستقبل مغاربي موحد وأكثر إضاءة”. ووقع على النداء كل من محمد بنطلحة، ياسين عدنان، بوزيد حرز الله، محمد الصالحي، أحمد عبد الكريم، صباح الدبي، إيمان الخطابي، لميس سعيدي، احميدة عياشي، عبد الرزاق بوكبة، عبد السلام يخلف. والظاهر أن كثرة الحديث في وسائل الإعلام الجزائرية والمغربية عن هذا البيان دفع محافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ووزارة الثقافة بما أنها المسؤول المباشر، على ضرورة مراجعة الحدث الثقافي ليالي الشعر وهو ما أكدته بعض المصادر من داخل محافظة تظاهرة قسنطينة التي كشفت ل”الفجر” أن الوزارة أصدرت قرارا بتأجيل ليلة الشعر المصري المزمع تنظيمها في 27 أوت الجاري إلى تاريخ لاحق، في حين يبقى مصير باقي الليالي مجهولا، لكن أطل الشاعر بوزيد حرز الله على حسابه الخاص في الفايسبوك ليؤكد انعقاد ليلة الشهر المصري في تاريخها المحدد، تاركا باب السؤال مفتوحا حول مصير باقي الليالي، ومؤكدا في الوقت ذاته أنه ترك مسؤولية الاشراف عن إقامات الابداع وليالي الشعر عندما كتب في آخر الفقرة ”بوزيد حرز الله المشرف العام على إقامات الإبداع وليالي الشعر العربي سابقا”. والأكيد أن إيقاف برنامج إقامات الإبداع وليالي الشعر يعد خسارة لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية بما أنها خلفت انطباعا جيدا في الليالي التي نظمت سابقا، كما أن إلغائها بعد الضجة التي أثارتها صحافة المخزن يعد مكسبا لها وخسارة للثقافة الجزائرية.