تستمر معاناة سكان غزة ضحايا العدوان الذي طالهم من الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة، والذي يعتبر الأعنف على الإطلاق بحصيلة تفوق 2174 شهيد و10870 جريح، فبعد انقضاء كل هذه المدة لا تزال المدينة الفلسطينية المنكوبة تلملم جراحها، وسط خذلان عالمي كبير، لا يزال يعمق جراح أهالي غزة لاسيما الأطفال منهم. لا يزال ضحايا الحرب على غزة يعانون ويلاتها المستمرة بعد مرور عام على انتهائها. وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا عن معاناة أهالي غزة في حي الشجاعية الذين كان الشاهد الأكبر على همجية وعنف الاحتلال الإسرائيلي، والذي يعاني سكانه إلى الآن من التشرد بعد أن خسروا منازلهم في القصف الإسرائيلي. ويؤكد التقرير الذي كتبه كل من جودي رودورين وماجد الوحيدي من مدينة غزة المحاصرة، أن أهل الشجاعية ما زالوا يعيشون بين أنقاض منازلهم المدمرة رغم مرور عام على انتهاء العدوان الإسرائيلي. واستعرض التقرير حالات عديدة من الحي المنكوب، تسعى لاستعادة المنازل والدكاكين المدمرة خلال الحرب، كما أورد أنه وبالرغم من بقاء ثلاثة أيام فقط، ليكتمل حول كامل على العدوان الإسرائيلي على غزة، لم يكتمل تأهيل بيت واحد من قرابة 18 ألف منزل دمرت في العدوان. وبحسب التقرير فإن 12 بالمائة فقط من أصحاب المنازل المهدمة حصلوا على موافقة لإعادة البناء من نظام إعادة إعمار غزة الذي يعمل تحت الأممالمتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويزيد التقرير أن 4 بالمائة فقط من أصل ال12 بالمائة الذين حصلوا على الموافقات تمكنوا فعلا من شراء المواد اللازمة لإعادة بناء ممتلكاتهم التي دمرها العدوان. وترجع الأطراف المتضررة ومنظمات المجتمع المدني التأخير في عملية إعادة الإعمار إلى عدة أسباب، أهمها عدم التوافق بين الفصائل السياسية الفلسطينية وضلوع إسرائيل في عملية الموافقة على رخص البناء ونقص التمويل، وكانت الدول المانحة قد أرسلت 340 مليون دولار فقط من مجموع المبلغ الذي تعهدت به لإعمار غزة والبالغ 2.5 مليار دولار، وقد صرفت جل المبالغ المستلمة على تكاليف إزالة أنقاض المباني التي تعرضت للقصف وتجهيز مساكن ومراكز إيواء عاجل لمن شردهم العدوان. ومن جهتها، كانت صحيفة ”التايمز” قد كشفت أن النازحين في غزة ”ما زالوا يعيشون وسط الدمار”، مؤكدة أنه ”لا شيء تقريباً أعيد إعماره في غزة”، وبالرغم من جمع المانحين لخمسة مليارات دولار، وسماح إسرائيل بوصول الإمدادات إلى القطاع، إلا أن نسبة المساعدات التي وصلت للقطاع حسب الصحيفة ذاتها، لم تتجاوز 1 بالمائة من المواد اللازمة لسكانه، وأضافت تايمز أن 40 ألف فلسطيني ما زالوا يعيشون في ملاجئ مؤقتة وبين أنقاض منازلهم، وأن 18 ألف منزل تدمر من جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، وخمسون ألف بيت تضرر، بينما أغلقت الحدود بين مصر وغزة لفترات طويلة، ونقلت الصحيفة عن منظمة ”جيشاه” الإسرائيلية غير الحكومية قولها أن المتعهدين ”لم يتسلموا شيئاً تقريباً بحكم القيود، ما يعني أن المصدر الوحيد للإسمنت بالنسبة إليهم هو السوق السوداء، حيث يوازي سعر المواد سبعة أضعاف السعر.