كشف، أمس، عبد المالك رحماني، رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي في الجزائر ل”الفجر” عن إضرابات مرتقبة لطلبة الماستر والدكتوراه خلال الدخول الجامعي على المستوى الوطني نتيجة للتسيير الكارثي في الجامعات الجزائرية، بسبب التغول الإداري على العلمي، مشيرا أن السياسة اللاعقلانية التي تقول أن الماستر للجميع والتي طبقتها الجامعات في السنوات الماضية ستخلق مشاكل كبيرة هذه السنة لطلبة الماستر وكذلك الذين سيجتازون الدكتوراه. ونتيجة لسوء التسيير الإداري في هالجامعات والموقف السلبي للإدارة إزاء ما يحدث من تجاوزات في حقوق الطلبة يعيش طلبة الماستر سنة ثانية حقوق على مستوى الجامعة المركزية ”يوسف بن خدة”، والتابعة بيداغوجيا لكلية الحقوق ”بسعيد حمدين”، حالة من التذمر وعدم الرضاء، جراء التأخير البيداغوجي الحاصل في المسار الجامعي بالطور الثاني من التعليم العالي المخصص لنيل شهادة الماستر، والذي تجاوز السنتين المقررتين لنيل الشهادة، ليصل التكوين تقريبا إلى ثلاثة سنوات، وهذا ما أكده بعض طلبة القانون في حديثهم لنا. وفيما يكثر التسيب والإهمال وسوء التسيير الإداري، تحديدا على مستوى الجامعة المركزية بالعاصمة يوسف بن خدة، يتساءل جمهور طلبة الحقوق في جميع تخصصات الشعبة، حيال هذا التسيب والتقصير الإداري الواضح في حقهم الصادر من الطاقم الإداري المسخر لتسيير المرفق الإداري المعني، إذ تم تمديد مدة التكوين المحدد تنظيميا بسنتين، إلى ثلاثة سنوات تقريبا وذلك إلى حين الانتهاء من إجراء الامتحانات المبرمجة بتاريخ 5 من شهر سبتمبر 2015، والانتهاء من التصحيحات وما يتبع ذلك من مدة النظر والبت في طلبات الطعون وإعادة التصحيح، والمماطلة المتكررة في ذلك من جانب الأغلبية الساحقة للأساتذة، بالإضافة إلى المدة المقررة من طرف المجلس العلمي للشروع في مناقشة المذكرات، التي اطلع الطالب بتحريرها في ظرف قياسي جدا ووجيز وأثناء مرحلة عطلته الصيفية، أين ينبغي أن يأخذ نفسا واستراحة من نصب ولغوب الدراسة على مدار الموسم الجامعي المرهق والمنهك، والمستغرب في الأمر كله هو الموقف السلبي للإدارة المعنية، وتفضيلها سلوك سياسة المداراة والتسويف في معالجة المشكل العويص والحساس، الذي عرقل الطالب عن الاهتمام بشؤون أخرى كالالتحاق بعالم الشغل أو التفرغ للتحضير لمسابقة الدكتوراه كل حسب تخصصه. للإشارة فقد عمد الطلبة في وقت سابق على غلق الإدارة واستخدام الطالب الملتحق كوسيلة ضغط وخلق جو من الاضطراب والفوضى إلى حد يستحيل معه مزاولة برنامج الدراسة المسطر، مما أفضى هذا الوضع القائم آنذاك من مرور سنة شبه بيضاء، لم يدرس فيها إلا شبه سداسي واحد، وما زاد الطين بلة هو عدم التحاق كل الأساتذة المبرمجين بالمدرجات والقاعات لاستدراك ما يمكن استدراكه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، الشيء الذي جعل الطالب الساعي إلى النجاح يبذل كل جهده لتكوين محمول معلوماتي بالاتكال على نفسه وقدراته.