تواصل ظاهرة الألتراس نموها في الجزائر، حيث باتت جل الأندية الوطنية تملك فرق ألتراس، وهي عبارة عن تجمعات للأنصار لتشجيع الفرق، وتحمل الظاهرة إيجابيات وسلبيات أخرى، تؤدي معظمها إلى نمو ظاهرة العنف في الملاعب. وتملك أندية مثل مولودية الجزائر، اتحاد الحراش، اتحاد العاصمة، شباب قسنطينة، وفاق سطيف، مولودية وهران ما لا قيل عن ثلاثة تجمعات للألتراس، تقوم بصنع التفيوات، وتنظيم طريقة تشجيع الأنصار، فضلا عن التكفل بتنقل الأنصار إلى خارج الديار في بعض الأحيان. وظهرت ”مودا” الألتراس بالجزائر في أواخر التسعينات، وبدأت في النمو بصورة كبيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، لنصل اليوم إلى تعميمه على جميع أندية القسم الأول تقريبا. الألتراس والروح الرياضية إن الهدف الرئيسي من الألتراس هو تشجيع الروح الرياضية، وتنظيم الأنصار أثناء تشجيعهم لفرقهم، لكن واقع الأمور يؤكد عكس ذلك، حيث نرى أن العديد من الألتراس تشجع على العنف والبعض منها يرفع شعارات تدعو للعنف بشكل صريح. في المقابل، نجد عددا من الألتراس قد حافظت على الأصل، من خلال تطوير وتشجيع الروح الرياضية، على غرار أنصار اتحاد العاصمة الذين نجحوا في إنشاء ألتراس هدفها الأساسي التشجيع على الروح الرياضية ومحاربة العنف في الملاعب. ظاهرة لتقوية الوفاء للأندية تعتبر الألتراس ظاهرة هدفها الأساسي تقوية الحب والوفقاء من الأنصار تجاه فرقهم، حيث نرى أن عددا كبيرا من أنصار الأندية الجزائرية تفضل إنشاء الألتراس من أجل الحفاظ وتقوية هذا الوفاء. المبادئ الأساسية الأربعة للألتراس ألا يتوقف عن الغناء أو التشجيع خلال المباراة، ومهما كانت النتيجة ويمنع الجلوس أثناء المباراة، بحضور أكبر عدد ممكن من المباريات بغض النظر عن التكاليف أو المسافة، ويظل الولاء قائما للمجموعة المكونة (عدم الانضمام لأخرى)، والجماعات المتطرفة من الألتراس عادة ما يكون لها ممثل، والذي يتولي الاتصال مع أصحاب الأندية على أساس منتظم ومعظم هذه الاتصالات تكون من أجل التذاكر، وتخصيص مقاعد معينة، وأماكن لتخزين الأعلام والرايات (الدخلات في تونس والطلعات في المغرب). تاريخ الألتراس كلمة ”الألتراس” هي كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد، وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها. وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية وأول فرقة ألتراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل وعرفت باسم تورسيدا، ثم انتقلت الظاهرة الي أوروبا وبالضبط إلى يوغوسلافيا ثم كرواتي وبالتحديد جمهور هايجديك سبورت الذي كان أول من أدخل هذا النوع، وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو ”الشماريخ” كما يطلق عليها في دول شمال إفريقيا، وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات المهمة، وكل ذلك يضفي بهجة وحماسا على المباريات الرياضية خاصة في كرة القدم. واختلفت الآرٍاء والروايات حول تاريخ بروز ظاهرة الألتراس، إلا أن معظم المهتمين بالظاهرة أجمعوا على أن بعض الجماعات المتعصبة من الجماهير برزت في الصين وأمريكا اللاتينية كانت مهد بروز ظاهرة الألتراس، أما على مستوى القارة الأوروبية فيرجعها بعض الباحثين إلى مجموعة أنصار نادي هايدوك سبيلت الذين اتخذوا من التطرف طريقة مثلى في التشجيع، كان ذلك في المباراة التاريخية ل: 29 فيفري 1950 في المباراة ضد الغريم التقليدي النجم الأحمر، حيث قام آنداك أنصار الفريق وبشكل جماعي ومنظم بدخول أرضية الملعب بعد نهاية اللقاء. مصطفى دومي ”أنا لست ضد الألتراس لكنني ضد العنف” أوضح رئيس لجنة أنصار اتحاد الحراش، مصطفى دومي، أن ظاهرة الألتراس في الجزائر تعد ظاهرة شبابية، هدفها تعزيز حب الأنصار لفرقهم، وليس الحث على العنف، مؤكدا أنه ليس ضد ظاهرة الألتراس، لكنه يقف ضد ظاهرة العنف بمختلف صوره. وأكد متحدثنا أن اتحاد الحراش يعرف ما لا يقل عن أربعة ألتراس، تعمل جميعها في مصلحة الفريق، في حين أن دور لجنة الأنصار هو لم الجميع تحت غطاء الصفراء، وضمان دعم النادي في أطر الروح الرياضية العالية. وأما بخصوص ارتباط الألتراس بالعنف في الكثير من الأحيان، فيرى دومي أن الالتراس في الجزائر تنشط معظمها ضد العنفن وفي أطر الروح الرياضية العالية، وقد أكدت ذلك في أكثر من مناسبة.