أوصى رئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، الطبقة السياسية بالتمسك بالوحدة الوطنية من أجل حماية الجزائر، لمواجهة الأزمة، منتقدا من يروجون لسياسة الإحباط، معتبرا أنه حان الوقت لتنويع الاقتصاد الوطني وخلق الثروة بتشجيع الزراعة والصناعة، كما دعا على صعيد آخر المنظمات الحقوقية العالمية للضغط الدولي حتى تحقق الصحراء الغربية تقرير المصير. وقال ولد خليفة إن جميع الفعاليات السياسية مدعوة في الظرف الحالي لمواجهة الأخطار التي تحدق بالجزائر، والدفاع عن أمنها واستقرارها. واغتنم رئيس المجلس الشعبي الوطني، وهو يلقي الخطاب الخاص بافتتاح الدورة البرلمانية، أمس، الخطابات التي صدرت من قبل بعض القيادات السياسية والنخب المتصلة بالوضع الاقتصادي والتحديات التي تواجه المجتمع بسبب الأزمة، وصنفها في خانة ”خطابات التشاؤم والتيئيس” الذي قال إنه يجب الابتعاد عنه لأنه معرقل للتنمية. ونصح ولد خليفة بضرورة التعامل مع الوضع بالعقل والعمل، بعيدا عن التهويل والتخويف، وأشار إلى أن هناك حقائق موضوعية ينبغي التذكير بها. وأضاف في هذا السياق أن الجزائر تبنت منذ بداية هذه الألفية، بقيادة الرئيس بوتفليقة، ”تصورا استراتيجيا للتنمية منحها درجة مرتفعة من المناعة المالية، وقدرة على استباق الأزمات الاقتصادية والمالية وانخفاض أسعار المحروقات، وهي أزمة عالمية تتعرض لها أغلب البلدان بما فيه أقوى الاقتصاديات المهيمنة في العالم”. وأضاف العربي ولد خليفة أن الأمور الايجابية التي ستمكن الجزائر من مواجهة الأزمة، هي الدفع المسبق للديون الخارجية، ضبط التوازنات الاقتصادية والمالية الكلية، ترشيد النفقات العمومية، الاستثمار في مشاريع تنموية استراتيجية وخاصة في الزراعة والري والطاقة، دعم مبادرات إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الاستثمار في البنية التحتية المهيكلة ذات البعد الاستراتيجي في النقل والسكك الحديدية والموانئ والمطارات والسدود والكهرباء وتحلية المياه، وهي قطاعات استراتيجية تساعد على التنمية بشكل مباشر وتسرع من وتيرتها. وأشار إلى أن الجزائر قد تمكنت بفضل هذه الاستراتيجية التنموية من الارتقاء في المؤشرات العالمية للتنمية وتعزيز استقرارها الاقتصادي نتيجة لضعف مديونيتها الداخلية والخارجية”، بل وتعززت مصداقيتها بمساهماتها الفعلية. وذكر ولد خليفة أن الجزائر لاتزال وفية لمبادئها الخاصة بدعم الشعوب المستعمرة، وخص بالذكر القضية الفلسطينية، وأيضا الصحراء الغربية، التي دعا الأممالمتحدة لتسريع التدابير الخاصة بمضيها نحو تحقيق إجراء تقرير المصير وتحقيق الاستقلال للانتهاء من الاستعمار المغربي. ودعا المنظمات الحقوقية العالمية للتحرك لوضع حد للانتهاكات التي يعيشها الصحراويون على يد الاستعمار المغربي. وقال إن الجزائر دعمت ولاتزال جميع دول الجوار، من خلال دعوتها للمصالحة وتعميق الحوار، بين الفرقاء، رافضة أي تدخل أجنبي لفض النزاعات، وأضاف أن التجربة أكدت أن جميع التدخلات الخارجية ليست سوى مجال لتعميق الأزمات، وأعطى مثالا حيا ليبيا.