ينام حي سيدي سالم التابع لبلدية البوني وثاني أكبر أحياء الجزائر، على قنبلة موقوتة وهي التلوث بمختلف أنواعه، في ظل لامبالاة السلطات المحلية التي لا تدرجه ضمن كبريات المشاريع المتعلقة بالبيئة أو العمران. انتشار مذهل للإسطبلات العشوائية لتربية الماشية، تنتشر عبر كامل منطقة بوخميرة التي تأوي كذلك أطنانا من المخلفات المنزلية مترامية الأطراف، حولت حي سيدي سالم إلى شبه مفرغة عمومية تزخر بمختلف أنواع النفايات التي خصت عين المكان بروائح كريهة تنغص حياة 50 ألف نسمة مقيمة في هذه المنطقة، التي تحتاج لالتفاتة جادة تخرجها من الوضعية البيئية الكارثية التي تسيطر عليها منذ سنوات. تمخض عن سياسة اللامبالاة وتهميش حي سيدي سالم الذي يعتبر قلعة المساكن الفوضوية، وقبلة المنحرفين والمسبوقين وبارونات الحرڤة، تحويل هذا الأخير إلى منطقة نشاط تجاري غير قانوني من خلال استغلال مساحات عقارية تابعة لأملاك الدولة لبناء إسطبلات أو أكشاك تجارية وحتى مقاهي وأماكن للترفيه والتسلية، ناهيك عن الاستغلال غير القانوني للممتلكات البلدية، على غرار التوقف العشوائي للمركبات في ملعب البلدية الذي يحاذيه سوق الكباش خلال موسم كل عيد أضحى، وهو الأمر الذي شوه بشكل كبير منظر العمران الحضري، خصوصا أن هذا السوق يواجه مجمعا سكنيا يعاني سكانه من مخلفات قطعان الماشية التي يتم بيعها قرابة الشهر قبل حلول عيد الأضحى المبارك. ويعتبر هذا الفرع الإداري التابع لبلدية البوني جوهرة سياحية بامتياز، تحتاج حقا لاهتمام السلطات الولائية، خاصة بعد عمليات ترحيل أكثر من 500 عائلة من سكان الحي الفوضوي ”لاساس” واسترجاع مساحات عقارية هامة. الموقع يمكن أن تساهم بشكل فعال في إعطاء دفعة نوعية للتنمية التي تكاد أن تنعدم كليا في هذا الحي المنسي والمستثنى من مشاريع التهيئة العمرانية أو حملات التنظيف، علما أن تذبذب نشاط عمال النظافة يقف سببا مباشرا وراء الوضعية المأساوية للحي، ناهيك عن الحالة الكارثية التي خلفتها أعطاب قنوات صرف المياه القذرة داخل المجمعات السكنية المحاذية للكورنيش، في حين يبقى هذا الأخير مكان استجمام واستمتاع قطعان البقر بدفء الرمال وبرودة شواطئ هذا الحي، الذي يطالب سكانه بضرورة إنصافه بعد تناسيه لقرابة 20 سنة من طرف المسؤولين والقائمين على الشؤون المحلية لبلدية البوني.