تغيير جذري شهده الشريط الساحلي عبر حي سيدي سالم التابع لبلدية البوني، من خلال عمليات تنظيف استثنائية مع نصب العديد من الخيم التقليدية التي تستقبل زوارها لقضاء أوقات ممتعة، بالمحاذاة من شواطئ كانت بالأمس عبارة فقط على مرافئ تضمن رحلات الحراڤة باتجاه سردينيا الإيطالية. تغير الوضع بشكل شامل اليوم في حي سيدي سالم المعروف بالانتشار الواسع لعصابات تهريب البشر والمرجان على السواء، حيث عملت السلطات المحلية على تخصيص جزء كبير من الشريط الساحلي لصالح العائلات والمصطافين بشكل عام. وأبرز ما تم وضع حد له هو اقتحام قطعان البقر للشاطئ الذي ظل حكرا عليها لسنوات عديدة بسبب الإهمال الكبير لمنطقة تعتبر كنزا سياحيا بامتياز، حيث مكن تخصيص مساحات لنصب خيم من خلق فضاء راحة للعائلات وزوار الشاطئ من جانب وخلق أنشطة مربحة للعديد من البطالين من جهة أخرى. ورغم محدودية الخدمات والإمكانيات التي خصصت لكورنيش سيدي سالم، غير أن إقبال المصطافين والزوار عليه يزداد يوما بعد يوم، ما فرض جوا خاصا خلال ليالي الصيف في عين المكان، والذي مكن جميع سكان بلدية البوني من الاستمتاع بمياه البحر بدل التنقل إلى أعالي المدينة، على الرغم من عدم ضبط إشكالية تلويث مياه هذا الشاطئ من طرف مؤسسة ”فرتيال” التي تعتبر السبب المباشر في نفوق عديد الأنواع من السمك بشواطئ سيدي سالم، مع أنه يتم نهاية كل سنة اعتماد تقنيات إيكولوجية جديدة تهدف للحفاظ على الوضع البيئي الذي مازال يعرف نقائص كبيرة، خصوصا مع الإهمال الكبير الذي تعرفه منطقة بوخميرة كذلك، والتي تحولت إلى مفرغة عمومية وفضاء لتربية الأبقار نتيجة الانتشار المهول للإسطبلات الفوضوية في عين المكان، وما تخلفه من آثار وخيمة على الأحياء المجاورة لها.