أكدت مصادر مطلعة من حزب جبهة القوى الاشتراكية ل”الفجر”، أن المبادرة السياسية التي أعلن عنها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، قبرت مبادرة الأفافاس الخاصة بندوة الإجماع الوطني، بعد أن اشترط أن الأفالان لن ينخرط في أي مبادرة أخرى خارج تلك التي أعلن عنها. وأضافت المصادر ذاتها أن مبادرة الأفافاس تعاني التراجع والفشل بعد أن ابتعدت عن أهدافها المنشودة، سيما بعد الرفض الذي واجهته من قبل المعارضة مجتمعة تحت لواء تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، ثم الخرجة الأخيرة التي أعلن عنها سعداني الخاصة ب”الجبهة الوطنية لدعم الاستقرار والتقدم”. وحسب مصادر ”الفجر” فإن جهود الأفافاس منيت بالفشل فيما يخص مبادرته، خاصة وأن التقارب الذي جمعه مع الأفالان كان يراهن عليه واعتبره بمثابة بارقة أمل لدعم مبادرته السياسية، وظل يستثمر جهوده في ذلك الاتجاه مستعدا لتقديم تنازلات في سبيل إنقاذ مبادرته أمام رفض الاتهامات الموجهة إليه من قبل المعارضة ممثلة في تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، غير أن مبادرة الأفالان جعلته يتيقن من أن مبادرة الإجماع الوطني ستقبر لا محالة. وواصلت مصادرنا بأن الطريقة التي قدم بها الأفالان وعمار سعداني مبادرته الخاصة بالتحالف أو القطب السياسي والنقابي والاجتماعي الجديد، القصد منه دعم جميع الأفكار التي ستقدمها السلطة مستقبلا، وهو بمثابة الضربة القاضية لمبادرة الإجماع الوطني. وحول مساعي الأفافاس لإحياء مبادرة الإجماع الوطني، قالت مصادرنا إن الحظوظ ضعيفة، ويبقى في صالح الحزب تسجيله تاريخيا وسياسيا إن قام بجهود وعرض المخرج من الأزمة عبر الطرق السلمية. وتابعت حول موقف الأفافاس من مبادرة الأفالان بأن ”الأمر لا يمكن قياسه بهذه الطريقة، لأن الأفافاس متفتح أصلا على جميع الأفكار والمشاريع التي تهدف لإخراج الجزائر من الوضع الذي هي عليه، خاصة في ظل الأزمة التي تلوح في الأفق، غير أن الأمر لا يحقق أي نتائج كبيرة، وإنما المحاولة هي حل ترقيعي وظرفي سيزول لا محالة، وهو ما يجعل مبادرة الإجماع الوطني الأحسن لتغيير سلمي وهادئ”. الأفافاس: الجزائر بحاجة ماسة إلى إجماع وطني صرح حزب جبهة القوى الاشتراكية بأن الجزائر بأمس الحاجة إلى إجماع وطني يشرك ”كافة الفاعلين في البحث عن حلول للأزمة الوطنية”. واعتبر حزب الأفافاس في تصريح بمناسبة الذكرى ال27 لأحداث 5 أكتوبر 1988، أن ”الجزائر بأمس الحاجة إلى إجماع وطني يشرك كافة الفاعلين في البحث عن حلول للأزمة الوطنية، والتعبير عن إرادة سياسية حقيقية، لوضع أسس بناء دولة قانون وولوج مرحلة جديدة في بلدنا”. وأشار الحزب إلى أن تاريخ الجزائر المعاصر ”أثبت أن الشبيبة كانت محركا لكل ديناميكيات التغيير في البلد”، مضيفا أنه ”لذلك فإن الأفافاس لن ينسى أبدا ضحايا أكتوبر 1988 وكذا شهداء الديمقراطية”، وأكد أنه ”نناضل دوما حتى لا تذهب التضحيات سدى ومن أجل جزائر حرة وسعيدة”.