عرف المهرجان الوطني للشريط المرسوم في طبعته الثامنة، المنطلقة فعالياتها يوم الثلاثاء الماضي، حركية ومشاركة العديد من الموهوبين الشبان من خلال المعارض والمحاضرات وعديد الكتب والمجلات التي تم إصدارها مؤخرا، إضافة إلى ورشات ”المانغا” المنظمة في إطار التظاهرة الثقافية الدولية للبحث في سبل وآليات تطوير فن الشريط المرسوم في الجزائر. تنظيم معرضين للشريط المرسوم تكريما لضيف الشرف نظمت محافظة المهرجان عدة معارض لصور وأشرطة مرسومة لكوريا والصين، وخصت اللجنة ضيف الشرف كوريا الجنوبية لأول مرة بمعرضين، الأول خاص ب WebToon، وهو عبارة عن معرض لرسوم المانغا، والثاني خاص بالمرأة يحمل عنوان ”الورود لا تذبل أبدا”، والذي يحكي معانات وتضحية المرأة الكورية الجنوبية، جراء الحرب من عنف واضطهاد بهدف إبراز صفاتها وتضحياتها في سبيل الوطن. أضف إلى ذلك المعرض الصيني ومجموعة من المحاضرات التي يديرها مختصون من البلدان المشاركة، وهم يمثلون رؤساء منتديات المهرجانات، والذين قدموا من فرنسا، بلجيكا وكوريا والصين وكندا وإيطاليا وتونس والمغرب والجزائر. إقبال كبير لمحبي الشريط المرسوم يؤرخ لنجاح التظاهرة الثقافية وقال سليم ابراهيمي، مدير مؤسسة ”likZed” لطبع الشرائط المرسومة، أن الطبعة الثامنة قد ”كللت بالنجاح مقارنة بالطبعات السابقة، نظرا لإقبال وتزايد محبي الأشرطة والرسامين الموهوبين سنة بعد أخرى، وخير دليل على ذلك منجزات أنامل الشباب الموهوب بالأعمال الفنية المحترفة المنشورة في مجلة storeLaab وهي حاليا في عددها 53”، وأضاف ذات المتحدث بالقول:”ليس لدينا أي مانع من نشر الشرائط المكتوبة بالغة الأمازيغية”، مشيرا أن المطبعة ”بدأت عملية إصدار المجلات الملونة المرسومة انطلاقا من سنة 2007”. وأفاد سليم ابراهيمي:”نقوم حاليا بتنظيم ورشات في مهرجان فيبدا الدولي بالجزائر منذ انطلاقه والمهرجانات ذات صلة بالشريط المرسوم”. وأضاف ابراهيمي قائلا إن ”مطبوعات المجلة الخاصة بالمؤلفين هي في عددها 46 بالرغم من قلة الإمكانيات”، وأنه سيتم ”مواصلة المسيرة لتطوير هذا الفن الراقي”، معتبرا الخطوة أولية نحو العالمية. وفي ما يتعلق بالمسابقة المنظمة من قبل محافظة المهرجان ومؤسسة ”زاد ليك”، كشف ابراهيمي أن المسابقة تسمى ”كوست بلاي”، وتعتمد على استعمال ألبسة تنكرية بعد التسجيل وخياطة الزي ليلعبوا دور الشخصية التي كانوا قد اختاروها في عروض أمام الملأ حتى يميزوا بينهم، وهذا ليتم التتويج بالهدايا والجوائز للفائزين في المسابقة. وتعود أصول المسابقة التي نظمت من قبل لجنة تنظيم فيبدا والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، إلى التصور الأمريكي لستارويس ثم انتشرت من بوابة كوريا إلى كافة أنحاء العالم. ”lemri” لنورة بلهادف يثري رصيد الشريط المرسوم في الجزائر شاركت الموهبة نورة بلهادف بمؤلفها lemri الذي يعني المرآة بالأمازيغية، والذي أصدرته مؤخرا في مؤسسة ”زاد- ليك” للطبع الشريط المرسوم بعدما كانت من محبي أفلام المانغا، فقد بدأت بالرسم منذ الطفولة إلى أن أصبحت اليوم من المواهب الفذة بفضل التجربة الطويلة. ويحكي لنا الشريط المرسوم ”lemri” قصة الروح التي تسكن المرآة وقد حبستها عجوز ساحرة لأنها شريرة، وبعد وفاة الجدة أرادت الخروج من الحبس بمساعدة الطفلة زكية حفيدة الجدة، ولأن الفتاة تحمل نفس القوة التي ورثتها عن جدتها وبفضل فطنتها وذكائها منعت الروح من الخروج من المرات، وقالت الرسامة بلهادف نورة أنها خصت مؤلفها للأطفال البالغين سن ال 12سنة فما فوق. الشريط ”واثق” يحاكي دور المعلم في إنشاء رجال المستقبل أثرى الرسام محمد بوجلة فن الشريط المرسوم بمؤلفه الجديد ”واثق”، وهو عبارة عن قصة تحاكي قصة الطفل اليتيم واثق الذي فقد والديه في سن مبكرة ليتبناه جده فيضطر بعد مدة إلى مغادرة منزله لكثرة الديون عليه، وبعد مصادرته يرحل مع حفيده إلى مدينة وهران أين يلتقي بالمعلمة تنسيم، التي تحمل شخصية قوية وحنونة، فتحاول التقرب من واثق الشقي لتعيده إلى وعيه نظرا للظروف القاسية التي يتقاسمها وجده، لتسعى الأخيرة جاهدة حتى تخرجه من حالته السيئة فيتحسن وضعه الدراسي وبفضلها يصبح في المستقبل رجل بيئة يحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه خدمة لموطنه. وكشف لنا الطالب بوجلة، الذي قدم من وهران ليشارك في مهرجان ”فيبدا”، أنه يحضر لمشروع شريط مرسوم يتمحور حول قضية العنف، مضيفا أن مثل هذه المشاريع والأعمال الفنية الحديثة الولادة في الجزائر ”تعاني من أزمة التمويل والمساعدة بشقيها المعنوي والصناعي نضرا لاستهتار دور النشر بهذا الفن الراقي الذي يسهم في إثراء ذكاء الأطفال ويسليهم”. محمد هارون: ”مواهب شابة تنبئ بمستقبل زاهر للشريط المرسوم” أكد هارون محمد، عميد الشريط المرسوم، أن الجزائر تملك مواهب محترفة ناشطة في الرسم الكاريكاتوري والأشرطة، كل حسب رغبته ووعيه الثقافي، وأرجع هارون محمد ذلك إلى كثرة فئة الشباب والالتفاف الكبير حول فعاليات المهرجان، الذي يعكس مدى شعبية هذا الفن المنتشر عبر العالم وبالخصوص في الجزائر. وكشف المتحدث عن سبب التراجع الذي لخصه في قلة أو لنقل ندرة دور النشر والطباعة، وإهمالهم الشنيع للرسالة النبيلة التي يحملها في طياته نظرا لفائدتها القوية في توعية وإنماء القدرات العقلية للطفل. للإشارة يعد الفنان هارون، من مؤسسي الفن التاسع بالجزائر، وقد أنشأ مع زملائه مجلة ”مقيدش” في التسعينيات بعد أن اشتهر آنذاك برسم الأخطاء السبعة في جريدتي الشعب والمجاهد، وكذا الأشرطة المرسومة، لينشئ بعد الاستقلال مجلة ”المنشار” وهي تحمل طابع سياسي مضحك. وشارك الرسام محمد هارون في الطبعة الثامنة لمهرجان فيبدا بالشريط المرسوم ”بحر المنام” في دار الإمام سنة 2000، تهكما ببن شريف الذي اقترح مشروع بحر في الصحراء بطابع مضحك وهزلي.