يعود المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر العاصمة، إلى محبيه من خلال تنظيمه لطبعته السابعة ابتداء من 24 سبتمبر الجاري وإلى غاية 27 من نفس الشهر بساحة رياض الفتح. تحمل الطبعة السابعة لمهرجان «فيبدا» شعارين ألا وهما: «التشارك والمقاومة»، في محاولة للجمع بين هدف المهرجان المتمثل في ابتكار جوّ التبادل والتشارك بين الرسامين الجزائريين ونظرائهم القادمين من مختلف بقاع العالم وكذا التأكيد على رمزية مثل هذه التظاهرة من خلال الاعتماد على شعار تغلغل في المجتمع الجزائري منذ الأزل ألا وهو المقاومة. كما يسعى المنظمون إلى التأكيد على نضج هذه الفعاليات التي ما فتئت تجذب إليها كل محبيّ الفن التاسع الذي يعرف بدوره نجاحا معتبرا على الصعيد الدولي، مؤكدين على أهمية استمرارية مثل هذه الفعاليات التي انطلقت بادرتها سنة 2008 وتتواصل إلى السنة الجارية. وستحتفي الجزائر العاصمة بمونديال البرازيل لكأس العالم، الذي رغم أنه أسدل ستاره منذ فترة إلا أن ذكريات تألق المنتخب الجزائري لكرة القدم لا تزال تدغدغ الألباب، ولهذا تم اختيار بلد السامبا، ضيف شرف هذه الطبعة، حيث سيتم استقبال ستة مؤلفين رسامين برازيليين سيكتشف الجمهور من خلال أعمالهم الإبداعية، خصوصيات الشريط المرسوم لبلد كرة القدم. ويُطلق على الشريط المرسوم في البرازيل اسم «الكوادرينهو» ويعرف انتشارا كبيرا حتى أنه يتصدر قائمة الفنون هناك، ولهذا لا عجب أن يعرف كل برازيلي أسماء فناني الشريط المرسوم مثل أرابال وموريسو دو سوزا، صاحب الشريط المعروف «مونيكا» وهي سلسلة معروفة أصابت درجة النجومية. وسيشارك علاوة على البرازيل في «فيبدا2014»، أكثر من ثلاثين بلدا ب130 رسام في فضاء تتعانق فيه الثقافات المختلفة والأساليب المتنوعة للفن التاسع وستنجب حتما مولودا متعدد الصفات الحميدة والجمالية. ولن يقتصر تنظيم هذه الفعاليات على ساحة رياض الفتح وحسب، بل ستنتقل إلى حيين شعبيين وفي مدرستين تقعان وسط العاصمة بهدف إشراك المجتمع هذه الفرحة، كما سيتم أيضا افتتاح مكتبة المهرجان، ثلاثة أيام في الأسبوع وكذا تنظيم ورشات تكوينية للشباب. وهكذا ينظم المهرجان علاوة على المكتبة الكبرى الزاخرة بأحدث الإصدارات في عالم الشريط المرسوم وأجنحة مجانية لصالح الناشرين، ألعابا ونشاطات لفائدة الجمهور الزائر له، بغية إبراز المواهب المدرسية في الفن التاسع وكذا الإسهام في إطلاق العنان للمواهب الشابة وفتح الباب أمام أفضل المدوّنات والمسابقات الدولية. كما ستفتح الورشات أمام الأطفال على أساس طلبات تقدمت بها المدارس وكذا ورشات مخصصة للأطفال المرضى بمشاركة مختلف الجمعيات. بالمقابل، سيشرف كل من ماسينيسا معطوب وكريم بلقاسم على إدارة ورشة «تعليم وتحسين التنشيط الثلاثي الأبعاد» لفائدة طلبة الفنون الجميلة المنخرطين أو غير المنخرطين وفنيي التركيب الأنفوغرافي، وتمت أيضا برمجة ورشة أخرى هذه المرة عن المانغا أو الشريط المرسوم الياباني، يشرف عليها أمير شرايطي. من جهتهما، سيقوم كل من كاتب سيناريو باسكال جينو ورسام الاشرطة أويفيي توماس بالإشراف على دورة حول موضوع «الحكاية في الشريط المرسوم» تستمر لمدة عشرة أيام وستكون مخصصة لكل محبي الفن التاسع، بالمقابل سيكرم المهرجان ثلاثة فنانين معروفين وهم جيلالي جيفالي وهيام زيزو ومصمودي بعد أن كرّم في دوراته السابقة سليم وهارون وعيدر وقاسي، وبهذه المناسبة سيتم تقديم أعمالهم إلى الجمهور ومن بينها أعمال لم تعرض من قبل. كما برمج المنظمون أيضا، 12 معرضا تقام على هامش التظاهرة منها معرض مخصص للأمير عبد القادر من إعداد جيفالي وآخر يتمحور حول «نظرة العالم»، علاوة على موائد مستديرة ولقاءات ونقاشات حول مواضيع تمس الفن التاسع. واختار المنظمون نفس طاقم التحكيم للطبعة السابقة السادسة للمهرجان بقيادة الفنان التشكيلي والكاتب جودت قسومة، بمرافقة كل من يوسف السايح وناريمان سعدوني وماجدة بن شعبان ويوسف كوديل وأرزقي العربي وسامي داقوري. وكمساهمة من المهرجان في التنديد بالجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين من العدو الصهيوني، سيتم إنجاز جدارية كبيرة يشارك في رسمها كل المبدعين والمشاركين في المهرجان.