كشف، أول أمس، البروفيسور نيبوش جمال الدين، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود في حسين داي ”بارني سابقا”، عن أهم مسببات أمراض القلب بالجزائر، والتي أفرزت عن انتشار السكتة القلبية التي يروح ضحيتها 24 ألف شخص سنويا، كما أن ما نسبته 45 بالمائة من الوفيات سببها أمراض القلب. استنكر المختص، في إطار المحاضرة التي ألقاها بحضور جملة من المصابين بأمراض القلب بغية عملية التوعية والتحسيس، العادات الغذائية الخاطئة التي يعتمدها الجزائريون في حياتهم، كما دق ناقوس الخطر عن اعتماد الوجبات السريعة كنظام غذائي، والتي تعتبر من الأسباب المباشرة لمرض القلب. وفي رده عن سؤالنا حول أهم سبب يؤدي إلى الوفاة في هذا المرض، أجابنا المختص ”أن السكتة القلبية هي أهم سبب لحدوث الوفاة في مرض القلب، بسبب انسداد الشرايين فيه، نظرا لارتفاع الضغط الدموي بعد ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، علما أن داء السكري، البدانة، التدخين، كلها عوامل خطر تؤدي إلى حدوث السكتة القلبية بخاصة الشباب”. أما بخصوص نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب، فقد أكد جمال الدي نيبوش ل”الفجر”، أن حوالي 45 بالمائة من حالات الوفيات تحدث بسببها، في حين اعترف أن الجزائر لا تملك أرقاما رسمية في هذا المجال. ووفقا لدراسة تحليلية أجراها فإن حوالي 24 ألف من الأشخاص يصابون بالسكتة القلبية سنويا في الجزائر، التي يكون سببها انسداد الشريان بمادة الكولسترول. في حين يؤكد رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى حسين داي أن المصابين بمرض القلب عليهم اتباع نظام غذائي خاص يجنبهم عوامل الخطر، والتي تؤدي إلى تعقيدات وخيمة، كذلك ينصح بعدم التهاون في حالة الشعور بالتشنج العضلي الذي تكون نتيجته قطع الأرجل بعد تعفنها. أما الألم الذبحي، والذي يكون شديدا على مستوى الصدر، فإن المختص ينصح بضرورة التوجه إلى استعجالات طب القلب فور حدوثه، كونها حالة خطيرة. كما أن فشل القلب هو تماما كفشل الكلية التي يؤدي قصورها إلى ”الدياليز”. ”الشاورما” والمشروبات الغازية.. خطر فاحذروه كشف جمال الدين نيبوش عن مواد غذائية تفتك بالمفرطين في تناولها، وقد تعامل مع حالات خطيرة استعجالية تصل المصلحة لهذه الأسباب، كشاب كان يبلغ من العمر 25 سنة، توفي لحظة وصوله المستشفى بسبب إفراطه في تناول سفافيد اللحم المشوي والمشروبات الغازية مع إدمانه للتدخين، ويؤكد المختص أن الوضع حرج كون السكتات القلبية بات يتعرض لها أشخاص في الثلاثينيات من العمر، نظرا للأكل الخفيف الواسع الانتشار، ويحذر من وجبة ”الشاورما” التي تعتبر خطرا على الصحة العمومية في حد ذاتها. كما حذر من استهلاك المشروبات الغازية بكثرة لأنها سبب في تراكم الكولسترول، نتيجة السكريات التي تحتويها. وفي ذات السياق يرى المختص أن الجزائريين يستهلكون لحم الغنم بكثرة، وهو مضر كونه يؤدي إلى السمنة، في حين على مرضى القلب تناول اللحم الأحمر مرة في الأسبوع، اللحم الأبيض مرة في الأسبوع كذلك مثل الدجاج والديك الرومي. أما الحوت فيمكن تناوله مرتين في الأسبوع، إذ يعتبر الحوت الأزرق الأفضل لأنه يزيل الدهون التي أصيب بها القلب، علما أن أفضل طريقة لطهيه هي الشيّ أو في وضعه في الفرن، أما عملية القلي فهي كارثة على الصحة العمومية. ويعتبر اللبن مفيدا لغير المصابين بالضغط الدموي. كما أن الزيتون لديه نسبة عالية من الملح، لذا فمن الضروري وضعه في الماء لمدة ليلة كاملة، وقبل تناوله يوضع له ”ملح الصيدلية” بالنسبة للمصابين بمرض القلب. وجبات الأعراس خطر على مرضى القلب.. تطرق المختص إلى وجبات الأعراس في المجتمع الجزائري، والتي تكون مشبعة بالدسم، مع اعتماد لحم الغنم بنسبة عالية، وهي طرق مباشرة لتعرض المصاب بداء القلب إلى مضاعفات خطيرة في حالة شغفه بهذه الأطعمة التي قد لا يقاومها البعض. لينصح أنه في حالة تناول المصاب بمرض القلب وجبة في حفل زفاف أن يتفادى تناول الطعام بالملح لمدة ثلاثة أيام كاملة بعد ذلك، ومخالفة هذه النصيحة الطبية تؤدي إلى احتمال كبير لوفاة المريض. حذار من الطب البديل دون استشارة الطبيب المختص.. كما حذر البروفيسور من استهلاك أي عشبة أو دواء ضمن الطب البديل أخذا برأي الأهل والأقارب، كون الطب النبوي كان فعالا في فترة معينة لكن النظام الغذائي المعتمد في الوقت الراهن يجبر المريض على التوجه إلى الأخصائي بغية تشخيص حالته وانتهاج مراحل طبية حتى يتمكن من وصف الدواء المحدد. كما أن الطب النبوي يكون دعما في حالات قد تستدعي ذلك بتوجيه من الطبيب وليس عن قناعة ذاتية من المريض. وقد أشاد جمال الدين نيبوش، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود في حسين داي، بوعي المجتمع الجزائري من ناحية تعامله مع الحمى، لأنه أدرك أنها تعالج بحقنة وليس بالوصفات الشعبية التي كان استعمالها واسع الانتشار مثل وصفة العسل والليمون، فعلاج ”الحمى” قبل تطورها بالحقنة الطبية يمنع تعرض المريض من الإصابة بمرض القلب.