عبّر البروفيسور نيبوش جمال الدين، أستاذ جامعي في كلية الطب بالجزائر، ومستشفى نفيسة حيمود بحسين داي، عن استيائه من الإجراءات التي يتخذها الأطباء على مستوى مصالح الاستعجالات في المستشفيات عند توجّه المصابين بارتفاع ضغط الدّم إليهم، حيث يقومون بحقنهم في الوريد بمواد لخفض الضغط ما يتسبب في السكتات الدماغية والقلبية ليصل المريض إلى مصالحنا وهو على شفا الموت، وحتى المريض تعلّم أن يطلب بنفسه هذه الحقنة· وأوضح المختص أن ارتفاع الضغط يجب خفضه بالتدريج عن طريق الأدوية فقط، حيث أن الانخفاض السريع يؤثر مباشرة على القلب والمخ، مؤكدا أنهم طالبوا الأطباء على مستوى الاستعجالات في العديد من المناسبات بالتقيد بهذا الإجراء ''ولكن يحترمونها فترة قصيرة ليعودوا إلى عاداتهم مرة أخرى''· من جهة أخرى، حذّر البروفيسور من أجهزة قياس ضغط الدم التي تباع على مستوى الصيدليات وتفتقر للدقة أثناء تسجيل قيمة الضغط، معيبا على وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عدم تخصيص فرق للمراقبة خاصة بالصيدليات للتخلّص من الأجهزة غير الدقيقة التي يتم بيعها على مستواهم رغم مراسلاتهم لها، مؤكدا على ضرورة تحديد الطبيب لنوع وماركة الجهاز الذي يجب على المريض اقتناءه، إضافة إلى ضرورة تحديد قائمة بأنواع الأجهزة ذات القياسات الدقيقة· ووصف المختص هذا المرض ب ''الخفي''، لأن العديد من المرضى يسجلون ارتفاعا في ضغط الدم عند تواجدهم في البيت ولكن عند معاينة الطبيب يسجّل قياسا طبيعيا له، موضحا أن هذا الأمر يمكن أن يوقع المريض والطبيب في لبس ولا يتم اكتشاف المرض إلا بعد أن يتأزم الوضع الصحي للمريض أو تأثر أعضاء أخرى في جسمه، ''ولهذا نطلب من المريض عادة إجراء ثلاث فحوصات خلال شهرين للتأكد من الإصابة''· احذروا ''المرقّد'' والخبز والقهوة مسموحة وكشف البروفيسور نيبوش، أن أمراض الضغط الدموي وراثية بنسبة 95 بالمائة ''إذا كان الأب أو الأم أو كلاهما مصاب بالضغط الدموي أو بالقصور الكلوي فاحتمال إصابة أبنائهم بالضغط الدموي كبيرة''، يضاف إلى هذه النسبة النظام الغذائي الجزائري المبني على الإكثار من الملح في الأطعمة والدهون والسكريات والاعتماد على الأكل المعلب، وكذا ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الشرب بالنسبة للجنوب· وأشار إلى أن الخبز من أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، ''معروف عنا استهلاكنا الكبير لهذه المادة'' إلى جانب الأكل ''المرقّد''، ومن جهة أخرى تحدث المختص عن عوامل لها علاقة مباشرة بنشاط الإنسان كالقلق وعدم الحركة والتدخين، وعكس ما يتداوله المواطنون فالقهوة والشاي مسموحان ويمكن للفرد أن يتناول فنجانين يوميا· وأضاف المتحدث أن ارتفاع ضغط الدم بالنسبة للمرأة الحامل يعتبر مشكلا خطيرا بالنظر إلى التعقيدات التي قد تنجر عنه كالإجهاض والولادة المبكرة قد يصل الأمر إلى وفاتها، داعيا هذه الفئة من النساء إلى الخضوع للمعاينة الدورية لدى الطبيب المختص في أمراض القلب والأوعية الدموية· السكري + الضغط قنبلة ودعا المختصّ المصابين بهذا المرض إلى احترام الحمية الغذائية التي يحدّدها الطبيب باعتبار أن الغذاء أكبر تحد لعلاج مرضى الضغط الدموي، ''الأدوية المعتمدة في الجزائر لعلاج هذا الداء قويّة وجيدة ولكن يجب أن يساعدها المريض بإتباع الحمية''، مشيرا إلى أن كمية الملح التي يجب أن يتناولها المصاب يجب أن لا تتعدى 5 مليغرام أي مقدار ملعقة قهوة غير مملوءة، إلى جانب الإنقاص من الوزن ليتناسب وطول المريض واجتناب التدخين وممارسة الرياضة مدة 30 دقيقة 3 مرات أسبوعيا· وأضاف أن احترام هذه التعليمات والخضوع للعلاج من شأنه أن يقلل من خطر التعقيدات الصحية التي قد تصيب أهم الأعضاء في جسم الإنسان كالمخ والكلية والقلب، موضحا أن معادلة داء السكري والضغط الدموي ''تعتبر قنبلة لأنها تعجل في التأثير على أعضاء الحياة في جسم الإنسان وتتسبب في السكتة القلبية والدماغية والقصور الكلوي وبتر الأطراف''·