تشير المعطيات الأولية الخاصة بداء السلطان المسجلة على المستوى الوطني، أن هناك بوادر توحي بتواجد تفاقم لحالات السرطان عامة وسرطان الثدي بصورة خاصة، حيث توصلت المعطيات إلى تسجيل 7500 حالة جديدة سنويا لسرطان الثدي وطنيا و3500 وفاة سنويا. تطرق الأطباء المختصون، خلال يوم تحسيسي إعلامي حول موضع داء سرطان الثدي، مخاطره وطرق الوقاية منه، إلى مفهوم شتى الطرق الكفيلة بالتعرف عن أعراض هذا الداء الخبيث المختلفة، وشتى العوامل التي تساعد في تضاعف نسبة الإصابة به. كما دعا المحاضرون خلال هذا النشاط التحسيسي، الذي عرف حضور 250 شرطية تابعة لمصالح أمن ولاية سطيف، إلى جانب إطارات إناث ممثلات لأسلاك وقطاعات مختلفة، على غرار الحماية المدنية، الجمارك، الدرك الوطني، الجيش الوطني الشعبي وقطاع العدالة، إلى ترسيخ ثقافة الكشف المبكر عنه. وأشرف على تنشيط هذا اليوم الإعلامي التحسيسي الذي شهد تغطية إعلامية مكثفة، دكاترة ومختصون متمرسون في مجال تشخيص الأمراض المستعصية كداء السرطان، وقامات تعد مراجع في مجال الأورام بالجزائر، من بينهم البروفيسور عيساني محمد الطاهر، أحد الأطباء المختصين والباحثين في مجال تشخيص أمراض السرطان، عضو المجلس الوطني للأخلاقيات وأحد الناشطين في الحقل الإعلامي والميدان التحسيسي في مجال الإيكولوجيا والطب، فضلا عن كونه أحد الكتاب الروائيين المعروفين، مع مشاركة الطبيبة شريف كريمة رئيسة مصلحة بمديرية الصحة السكان بولاية سطيف، والبروفيسور بوخروبة حفيظة أخصائية بمصلحة الأوبئة بالمركز الإستشفائي الجامعي سطيف. وأشرف على افتتاح اليوم التحسيسي الإعلامي محمد آخريب، عميد أول للشرطة رئس أمن ولاية سطيف، بحضور عبد القادر بغدوس مدير الصحة والسكان، الذي ثمن مبادرة مصالح الشرطة بسطيف، إلى جانب مشاركة حمدي الشريف مختار مدير سجل السرطان بالولاية، ورئيس مصلحة الأوبئة بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور. من جهته، رئيس أمن ولاية سطيف أكد في مداخلته أن الأمر يتعلق بلقاء دأبت مصالح الشرطة بسطيف على تنظيمه تجسيدا لتعليمات القيادة العليا للأمن الوطني، التي تلح على ضرورة تحسيس وتوعية مستخدمي الجهاز وتثقيفهم في شتى المجالات، خاصة إذا تعلق الأمر ببعض الأمراض المستعصية كداء السرطان، مضيفا أنه يوم إعلامي تحسيسي يهدف إلى تعريف منتسبات الأمن الوطني بداء سرطان الثدي، أهم أعراضه ومختلف مخاطره، وحتى كيفيات الوقاية منه، ويدعوهن للسعي إلى الكشف المبكر عنه تجنبا لخطورته وتفاديا لتكلفة علاجه، في ظل سهولة الوقاية منه باتباع طرق بسيطة. كما نوه بالإهتمام الكبير الذي توليه القيادة العليا للأمن الوطني لهذا المجال، وشتى المجالات التي تهتم بالتكفل بمنتسبي الأمن الوطني، مشيرا إلى حرصها الدائم على ضمان تكفل أمثل وتام بموظفي الشرطة من الجانب المهني والاجتماعي والصحي، مع تعميم لقاءات علمية معرفية مماثلة من شأنها أن تساهم في تثقيف منتسبي الأمن الوطني وإثراء معارفهم وسقل مهاراتهم. للإشارة فإن سرطانات الثدي بولاية سطيف تمثل 60 بالمائة من السرطانات المسجلة، حسب المعطيات التي قدمها كتاب الأستاذ حمدي الشريف مختار، المنسق الجهوي لسجلات السرطان والمدير الولائي لسجل السرطان بسطيف، ما يعدد الحالات إلى 500 حالة بالولاية. وأكد المتدخلون أن هذا النوع من السرطانات يأتي عادة بين سن ال 45 و 65 سنة، مع وجود حالات طبية لا تفوق ال 10 بالمائة من الإصابات بهذا الداء، تشير إلى تدخل عوامل مساعدة كالسمنة، التغذية الغنية بالدهون ونقص الرضاعة الطبيعية، ما يعني أن الثدي الذي يدر الحليب لا يصاب عادة بالخلايا السرطانية، والمرأة التي تتبع نظاما غذائيا سليما وتمارس نشاطات بدنية يمكن لها تجنب هذا الداء، الذي أشار ذات المتحدث أن تكلفة العلاج بعد اكتشافه يمكنها أن تغطي تكاليف عمليات الكشف المبكر لمئات النساء.