انتقد الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، استغلال أحزاب اليمين ممثلة في الاتحاد من أجل الحركة الشعبية والجبهة الوطنية، ضربات الجمعة الأسود انتخابيا. وسارعت أحزاب اليمين المتطرف بفرنسا للاستثمار في أحداث الجمعة الأسود انتخابيا، وتوظيفها ضد المسلمين، ما أثار حفيظة الحزب الحاكم واعتبرها استغلالا بشعا وغير نزيه. وطالب مانويل فالس، أحزاب اليمين بالتحلي بالشرف والتفكير في طرق الخروج من الأزمة وتوحيد الصف، وليس الاستغلال السياسوي للأحداث لأغراض انتخابية. ودعا بمناسبة نزوله للبرلمان، اليمين، للتغيير من الخرجات السياسية التي توظف ضد مصلحة فرنسا التي تواجه خطر الإرهاب بشكل غير مسبوق. وفي ذات السياق، تهجمت زعيمة حزب اليمين المتطرف ”الجبهة الوطنية”، مارين لوبان، في تصريحات صحفية، على مسلمي فرنسا، والمهاجرين من أصول عربية، وطالبت بطردهم من التراب الفرنسي. مارين لوبان، وجدت في أحداث الجمعة الأسود فرصة ذهبية لكسب المزيد من الأنصار والمتشددين إلى صفوفها، ومضاعفة حظوظها الانتخابية، ليس بتقديم أجندة ولكن بالتهجم على المسلمين والمهاجرين. رئيس الحركة الشعبية، نيكولا ساركوزي، أيضا يحاول استغلال الأحداث الدموية التي ضربت باريس، لرفع أسهمه الانتخابية، وهو الذي يعاني من مشاكل سياسية لا تزال تطارده بأروقة القضاء وفي الصالونات، وخرج في تصريحات متهجما على الإسلام والمسلمين، وطالب بغلق المساجد ومحاربة المسلمين، داعيا إلى شن حملات ترحيل للمهاجرين وطالبي اللجوء السياسي، وتوسيع الحملة إلى مزدوجي الجنسية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا وسط الجالية المسلمة في فرنسا، لا سيما الجزائرية، التي تشكل الأغلبية الساحقة. وقد كثف ساركوزي من خرجاته الإعلامية للترويج لسياسته المعارضة للمسلمين والعرب، والتعبير عن رفضهم لأنهم بالنسبة له مصدر قلق كبير.